غزة، رام الله ــ رائد لافي، الأخبار
«فتح» تروّج لخلاف بين «حماس» و«إخوان» مصر... وتجدد التمسك بالانتخابات المبكرة

يبدو أن وساطة الأزمة الداخلية الفلسطينية لا تزال أمامها عقبات كثيرة، ولا سيما في ظل الاتهامات المتواصلة بين حركتي “فتح” و“حماس”، وآخرها كان الترويج لخلاف بين “حماس” وحركة الإخوان المسلمين في مصر، قالت “فتح” إنه برز خلال مكالمة بين مرشد “الإخوان” محمد مهدي عاكف ورئيس الحكومة إسماعيل هنية، في وقت بدا أنه لا لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل في دمشق، بعد إعلان فشل الوساطة بينهما.
وقال المتحدث باسم «فتح» جمال نزال أمس إن الحركة «اطّلعت على فحوى غير حرفي لمكالمة أجراها المرشد العام للإخوان المسلمين مع رئيس الوزراء لإبلاغه بوضوح استياء القيادة المركزية للتنظيم الإخواني من آليات عمل الحكومة وحركة حماس في الساحة الفلسطينية».
وأضاف نزّال أن عاكف أشار إلى «الآثار السلبية لتجربة الإخوان المسلمين في فلسطين على مكانة التنظيم وصورته في كل من مصر والأردن ودول إسلامية أخرى». وقال إن «مضمون المكالمة كان شديد اللهجة وتضمّن في الختام ضوءاً أخضر من عاكف لهنية للاستجابة للاشتراطات الدولية في التسوية السياسية».
وأضاف نزّال أن عاكف طالب هنية بالسيطرة على «القوة التنفيذية» التابعة لوزارة الداخلية لوقف النزف الدموي وإعادة النظر في سياسات حركة «حماس» التحالفية مع إيران.
غير أن حركة “حماس”، التي تتمتع بعضوية في جماعة الإخوان لكونها الامتداد الطبيعي لها في فلسطين، نفت بشدة صحة هذه المعلومات، واتهمت حركة “فتح” بالتجسس على مكتب رئاسة الوزراء، نافيةًً وجود أي توتر مع جماعة الإخوان.
وقال نائب رئيس كتلة “حماس” البرلمانية يحيى موسى إنه “ليس غريباً على هؤلاء الناطقين بهذا الحديث، حتى إنهم بدأوا يصدّقون أنفسهم من كثرة ما يكذبون”. وأضاف: “لنفترض أن هذا الخبر صحيح، فهو يدل على أنهم يتجسسون على مكتب رئيس الوزراء، وهو نوع من الخيانة”، إلا أنه أكد أن “ما تحدثت به حركة فتح لا أصل له البتة”.
وفي شأن الحوار الوطني، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد الاستعداد الجاد للمشاركة في الحوار، لكنه أضاف «أن الأمر لا يزال بحاجة إلى دراسة بعض الأمور»، مشيراً إلى أن هناك بعض التحفظات لحركة «حماس» في هذا الشأن ستُناقش مع الفصائل، فالمشكلة الآن هي في آلية الحوار والنقطة التي يبدأ منها، وخصوصاً أن هناك أصواتاً منادية بالبدء من حيث انتهى، وهناك من رأى أن
الحوارات السابقة ثنائية بين فتح وحماس ويجب البدء الآن بحوار شامل».
وحول الخلافات الدائرة على توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة، قال حمد: «هذا الموضوع يشكل جزءاً من الخلاف، وأعتقد حتى الآن أنه لم يتم التوصل إلى صيغة نهائية، ولكن حدثت بعض الاختراقات وبعض التقدّم، وهناك توجه عام لدى الجميع بإتمام الحوار».
وكشف حمد أن اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء أُرجئ
لحين الانتهاء من المشاورات الجارية حالياً في دمشق، قائلاً: «ليس من الطبيعي عقد لقاء بين الرئيس ورئيس الوزراء والخلافات دائرة».
إلى ذلك، أعلن مصدر فلسطيني قريب من محمود عباس لـ“الأخبار” أن الأخير سيقوم بزيارة إلى العاصمة السورية دمشق بعد غد السبت، من دون إجراء لقاء مع خالد مشعل بعد فشل مهمة الوساطة لعقد لقاء بينهما.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه أن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني زياد أبو عمرو ومحمد رشيد المستشار السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، قاما بمهمة وساطة بين عباس ومشعل لترتيب لقاء بينهما في دمشق “لكن جهودهما فشلت بالكامل”.
وفي السياق، أكد المستشار الرئاسي نبيل عمرو أن عباس “لن يفتح حواراً بشأن الوضع الداخلي مع أحد، لا في دمشق، ولا في غير دمشق، لكنه ينتظر ما ستؤول اليه مباحثات الحوار الوطني”. وقال: “إذا جاء مشعل للسلام، فإن النقاش سيكون فقط استقبالاً وحديثاً عن خلاصات الحوارات الدائرة الآن والتي جرت”.
وجدد عمرو التأكيد على أن قرار الذهاب إلى الانتخابات المبكرة هو قرار سياسي لا رجعة عنه، مشيراً إلى أن الترتيبات بهذا الشأن ستقوم بها لجنة الانتخابات وفق المرسوم الرئاسي المتعلق بها.
من جهة ثانية، اعتقل الجيش الإسرائيلي أمس 24 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بينهم أربعة من أفراد أسرة محمود إبراهيم أبو عبيد أحد قادة “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الاسلامي” في مخيم جنين.