غزة ــ رائد لافي
محاولات فلسطينية متسارعة لإنعاش الحوار الداخلي وصولاً إلى حكومة وحدة وطنية، أثمرت حتّى الآن تثبيت لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل، على أمل توسّع رقعة “النجاح” للخروج من النفق الداخلي

رغم حالة التشاؤم، التي تسود الشارع الفلسطيني، استمرت جهود ومساعي الوساطة داخلياً وخارجياً في محاولة لجمع “الفرقاء” على طاولة الحوار من جديد، في ظل شبه تأكيد من مصادر في “حماس” و“فتح” للقاء عباس ومشعل.
وأكد النائب المستقل زياد ابو عمرو، الذي يشارك في جهود الوساطة بين عباس ومشعل، أن الرجلين سيلتقيان خلال زيارة الأول إلى دمشق غداً السبت. ونفى فشل جهود الوساطة لتأليف حكومة الوحدة، وقال إن “هذه الجهود ستستمر وقد قطعت شوطاً، غير أن بعض القضايا لا تزال بحاجة إلى إجماع حتى يتم الاتفاق عليها”.
وفي السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث إن عباس سيلتقي المسؤولين في القيادة السياسية لحركة «حماس» في دمشق في العشرين من الشهر الحالي «إذا لم يحدث شيء يعوّق ذلك». وأضاف إن الحديث خلال اللقاء سيدور حول مسائل تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
إلى ذلك، قال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” نافذ عزام إن “الأيام المقبلة ستشهد انفراجاً في الساحة الفلسطينية على صعيد العلاقات الوطنية”، لافتاً إلى أن “الإشكالية في استئناف الحوار تكمن في الجهة التي سترعاه”، إلا أنه أشار إلى أنه لم يتم الاتفاق بعد على موعد محدد لبدء الحوار.
وأعربت حركة “حماس” عن استعدادها لحضور لقاء يرطّب الأجواء مع حركة “فتح” برعاية حركة “الجهاد الإسلامي” قبل بدء الحوار لتأليف حكومة الوحدة، وذلك خلال اجتماع ثنائي بين حركتي “حماس” و“الجهاد” في غزة.
وجهود الوساطة انتقلت إلى دمشق، حيث عقد الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي مشاورات مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
وقال البرغوثي إن “الزيارة تأتي من منطلق مشاركتنا في النضال الفلسطيني”. وأضاف إنه اجتمع مع خالد مشعل وقيادة “حماس” إضافة إلى عدد من قادة الفصائل في دمشق.
ورغم جهود الوساطة، استمر التجاذب بين حركتي “حماس” و“فتح”، ولا سيما مع القيادي “الفتحاوي” محمد دحلان، الذي وصف حكومة “حماس” بأنها “رمز للفشل”. واتهمها بالسعي للانقلاب على النظام السياسي الفلسطيني.
كما اتهمها بالفساد “لأن أموال التبرعات التي ترِد إلى السلطة الفلسطينية عبر الحكومة الحالية تدخل سراً خزينة حماس”.
من جهتها، اتهمت “حماس” محمد دحلان بتحريض الرأي العام الفلسطيني على الحكومة. وقال الناطق باسم كتلة “حماس” البرلمانية صلاح البردويل “كل الممارسات والتصريحات التي تصدر عن دحلان وتياره الانقلابي الهدف منها إظهار الحكومة بأنها عاجزة، وأن الانتخابات التي أوصلت «حماس» للحكم مشكوك فيها، وأن على
الشعب أن يغير خياره”.
في هذه الأثناء، جدّد رئيس الحكومة إسماعيل هنية دعوته إلى تحقيق مصالحة وطنية، لحقن الدم الفلسطيني وطي الصفحة المؤلمة، والتوحد لمواجهة التحديات التي تعترض الشعب الفلسطيني. وشدد على أن الحقوق والدماء لا تسقط ولكن معالجة ذلك لن تتم إلا بأحد طريقين، إما الشرع أو القانون.
وقال “نحن نقول بلغة العقل إن الساحة الفلسطينية لن تدخل في حرب أهلية والصدام الداخلي ليس حتمياً”.
ميدانياً، قتلت قوات الاحتلال الناشط في كتائب العودة ـــ طلائع الجيش الشعبي التابعة لحركة "فتح" مهند الغندور (22 عاماً) في مدينة نابلس في الضفة الغربية.