مثّلت زيارة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، إلى مصر أمس، في إطار جولة شرق أوسطيّة تشمل إضافة إلى القاهرة، إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن، محاولةً دبلوماسيّة أوروبيّة لإلقاء ثقل أوروبي في الجهود التي تبذل في الآونة الأخيرة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وخصوصاً في أعقاب جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في المنطقة. وأعرب سولانا، بعد اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك، عن أمله تحقيق أكبر قدر من التقدّم إزاء عملية السلام، قبل انعقاد اجتماع لجنة «الرباعية الدوليّة» لإحلال السلام، في واشنطن خلال شباط المقبل .
وأعلن سولانا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أنّ أوروبا تفضّل معالجة ما يسمّى قضايا “الوضع النهائي” بين إسرائيل والفلسطينيين، بدلاً من الأسلوب التدريجي في المفاوضات، الذي فشل حتى الآن، مضيفاً إنّ أوروبا ستضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل استئناف المفاوضات.
وشدد سولانا، بعد اجتماعه مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، على أنّ “الأشهر الأولى من عام 2007 يمكن أن تعني التعبئة من أجل إعطاء دفعة للملفات المهمّة وخصوصاً عملية السلام، أعتقد أنّ عمليّة السلام والطريقة التي تمّت إدارتها بها كانت من نوع إدارة الأزمات التكتيكية”.
وردّاً على رفض واشنطن توسيع عضوية “اللجنة الرباعية”، قال سولانا إنّه من الضروري عقد اجتماعات مع الدول العربية المعنية، وخصوصاً مصر والسعودية والأردن، على مختلف المستويات.
من جهته، أشار أبو الغيط إلى «أهمّية زيارة سولانا في سياق الانتفاضة الدبلوماسيّة لإنعاش السلام، وركز على الزيارة المقبلة التي سيقوم بها سولانا، وتلك التي ستقوم بها رايس»، ونوّه بآليّتي التعاطي الدبلوماسي الأميركي والأوروبي.
وتابع أبو الغيط “نأمل التوصّل الى اتفاق خلال العام الجاري”، مؤكّدا أنّ “هذا هو هدفنا الحالي لأنّ عام 2008 سيشهد انشغالاً كبيراً بالانتخابات الأميركية والاهتمام الداخلي بها”، داعياً “الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) والجانب الروسي إلى إظهار بعض الاهتمام بهذا التطوّر”.
وبشأن تنفيذ «سياسة الحوار» الأوروبية الجديدة، أوضح أبو الغيط أنها ستتمّ قريباً، بهدف توسيع نطاق اتفاقيّات الشراكة الأوروبية العريقة، لتشمل أبعاداً أكثر اتساعاً، بما فيها إقامة مناطق للتجارة الحرة، مشيراً إلى أنّ القاهرة والاتحاد الأوروبي اقتربا من التوصّل إلى تفاهم نهائي يطلق هذا التطوير الجديد في العلاقة بينهما .
(رويترز، أ ف ب، الأخبار)