strong>تعيش محافظة كركوك اجواء توتر شديد على خلفية النزاعات القومية التي تؤججها دول الجوار العراقي، كل لمصلحتها. وتنعكس هذه الأجواء أعمال عنف متبادلة واغتيالات لرموز تركمان، بينما ترد الأنباء عن حشود عسكرية ايرانية عند الحدود مع شمال العراق تمهيداً لدخول كركوك مرحلة التقسيماتهم مجلس محافظة كركوك أمس الحكومة التركية بتأجيج «الفتنة الطائفية والقومية» من خلال تدخلها في شؤون المحافظة.
وقال رئيس المجلس زركار علي، إن «هذه النشاطات امتداد للجهود التركية المستمرة لتعطيل عملية التطبيع، وفق المادة 140 من الدستور، ومحاولة فرض واقع مغاير».
وتنص المادة 140 على «تطبيع الاوضاع وإجراء احصاء سكاني واستفتاء في كركوك وأراض اخرى متنازع عليها، لتحديد ما يريده سكانها قبل 31 كانون الاول» الجاري.
ويطالب الاكراد بإلحاق كركوك بإقليم كردستان، الأمر الذي يرفضه العرب والتركمان.
وكان وزير الخارجية التركي عبد الله غول، قد اعلن أول من أمس أن بلاده لا تستطيع تجاهل مصلحة الاقلية التركمانية في شمال العراق.
واتهم رزكار علي «اعداء العراق والعملية السياسية بالسعي الى اثارة مشاكل بين الشيعة والسنة، او بين العرب والاكراد، او بين الاكراد والتركمان»، موضحاً أن «تدخل دول الجوار بالشأن العراقي، وعقدها مؤتمرات موجهة ضد الشيعة او الاكراد يساهم بقوة في تصعيد الاعمال الارهابية، وخصوصاً في كركوك، لأن هناك جماعات متطرفة تعمل على استغلال هذا الوضع وإثارة المشاكل».
وشهدت كركوك خلال الايام الماضية سلسلة تفجيرات اسفرت عن عشرات الاصابات في مناطق ذات غالبية تركمانية.
بدوره، رأى القيادي في الجبهة التركمانية جمال شان عبد الله، أن «هناك مخططات سياسية لإجبار التركمان على الرحيل».
ودعت الجبهة التركمانية الإدارة الاميركية الى «العمل بشفافية وعقلانية لحل قضية كركوك، وتأجيل الاستفتاء المقرر، وإدراج قضيتها على جدول اعمال المجتمع الدولي لدعم العراق في اطار العلاقات الدبلوماسية»، مشيرة الى «تأزم الأوضاع، حيث يتعرض التركمان للظلم والقتل والترهيب والخطف، نتيجة السياسات التعسفية التي تتبعها بعض الاحزاب في المدينة بهدف توطين أكبر عدد من الاكراد فيها، استعداداً للاستفتاء المزمع إجراؤه لضمها الى اقليم كردستان».
يُشار الى أن عدد سكان كركوك الغنية بالنفط يبلغ نحو مليون نسمة، هم خليط من التركمان والاكراد والعرب مع اقلية كلدانية وأشورية.
أما شيوخ العشائر العربية، فدعوا الى المساعدة في حماية التركمان.
وفي السياق، اعلنت وزارة شؤون قوات البشمركة في اقليم كردستان، أن ايران تعزز وجودها العسكري على معابر حدودية في منطقتي بينجوين شمالي العراق. وأشارت مصادر كردية الى «تعزيزات ايرانية في منطقة بردة رش، قرب قلعة دزه (شمال السليمانية)، بقوات اضافية مدعومة بمختلف أنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)