تكتسب انتخابات الرئاسة الأميركيّة، المقرّرة العام المقبل، طابعاً خاصاً. فوضع البلاد الحرج حاليّاً على صعيد السياسة الدوليّة، والبقعة الضيّقة التي يناور في خباياها الرئيس جورج بوش، أنتج باقة مميّزة من الترشيحات، أبرزها استعداد السيناتور عن ولاية نيويورك الديموقراطيّة هيلاري رودهام كلينتون، التي وعدت بالفوز حفاظاً على مستقبل بلادها. وخطت كلينتون، المحامية البارزة والليبراليّة الراديكاليّة وزوجة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، السبت الماضي، أولى خطواتها باتجاه ترشّحها، الذي كان متوقّعا على نطاق واسع، عبر تكوين لجنة استكشافية لجمع التمويل وتعيين موظفي حملتها.
ويعدّ ترشّحها، بعد إعلان زميلها في الحزب، السيناتور عن ولاية إلينوي باراك أوباما، استعداده للمعركة، شرارة لحملة أصداء انتقاديّة أو تشجيعيّة، أساسها الآني الاصطفافات داخل الحزب الديموقراطي لتحديد المرشّح الرسمي.
وأعلنت هيلاري، في أوّل ظهور علني لها أمس منذ إعلانها الانضمام إلى سباق الرئاسة، أنّها تريد أن تصبح رئيسة للولايات المتحدة لأنّها تشعر بقلق على مستقبل البلاد. وقالت، خلال زيارة إلى مستشفى في مانهاتن في ولاية نيويورك، إنّها في السباق الرئاسي “بهدف الفوز”. وأضافت كلينتون “أشعر بقلق على مستقبل بلدنا، وأريد ان أساعد على وضعه مرّة أخرى على المسار الصحيح حتى نستطيع العمل معاً للتصدّي للتحديات التي تواجهنا في الداخل والخارج”، مشيرةً إلى أنّها “في أفضل موقع لتحقيق ذلك وهذا سبب خوضي السباق”.
وتتصدّر كلينتون، العضو في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، للمرّة الثانية، مجموعة من الساسة، الذين يأملون الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لهم، ومن بينهم أوباما، الذي يتوقّع أن يكون منافسها الرئيسي داخل المجمع الديموقراطي، الذي قد تجعله محاولته تلك أوّل رئيس أسود للولايات المتحدة.
وفي مقاربة أوّليّة بشأن الأرقام، أظهر استطلاع للرأي، نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، أوّل من أمس، تقدّم هيلاري بصورة واسعة ومبكرة عن باقي المرشحين. وقالت الصحيفة إنّها فازت بنسبة 41 في المئة من أصوات الديموقراطيين، الذين جرى استطلاع رأيهم، أي بأكثر من ضعف ما فاز به أوباما، الذي حلّ ثانياً، حيث لم تتجاوز نسبة مؤيّديه 17 في المئة.
إلى ذلك، واستمراراً لتوسّع حلبة الترشيحات، أعلن حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون، أمس، خوضه السباق، ليضيف الإرث الأميركي ـــ اللاتيني إلى مرشحي الأقليّات في الميدان المزدحم.
(د ب أ، أ ف ب، رويترز)