أظهرت زيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في يومها الثاني الى العاصمة الايرانية طهران، العديد من النقاط المشتركة التي يتفق عليها البلدان تجاه تطورات الاوضاع في فلسطين والعراق ولبنان.فقد أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لدى استقباله المعلم أمس، أن وجود أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة “نحو الزوال”، وذلك في معرض اشارته الى ما وصفه بـ“الهزائم المتكررة لمخططات نظام الهيمنة” في منطقة الشرق الاوسط.
وأضاف نجاد انه يتعين على الدول الإسلامية والعربية “إعداد الأرضية لتدعيم الحكومات المستقلة والوطنية وترسيخ الاستقرار والامن والتطور لشعوب المنطقة، وذلك من خلال التحلي باليقظة والمقاومة والوحدة والانسجام والتعاون”.
ورأى نجاد أن انتصار حزب الله في لبنان هو “انتصار لجميع الأمة الإسلامية ضد أميركا والصهاينة”. وقال إنه يتعين على دول المنطقة “أن تمهد الأرضية للإسراع بإضعاف الكيان الصهيوني المتهاوي، وذلك من خلال دعمها ومساندتها مقاومة الشعب اللبناني، وكذلك بجهودها لإقرار الوحدة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، لأنه في غير هذه الحالة فإن أميركا والكيان الصهيوني سيضاعفان ضغوطهما على الشعوب الإسلامية”.
وقال نجاد “إن الكيان الصهيوني تأ‌سس لإثارة التهديد والعدوان والفرقة”، مشيراً إلى أن “إشعال الحرب الطائفية بين المسلمين، وخصوصاً بين الشيعة والسنة، هو مؤامرة صهيونية وأميركية للهيمنة ولنهب ثروات شعوب المنطقة”.
ووصف نجاد العلاقات بين طهران ودمشق بـ“المتنامية”. وقال “إن توسيع العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسوريا والعراق يحظى بدور مهم لإحلال الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط”.
أما المعلم فأكد من جهته أن إيران وسوريا “تعتقدان بأن الإسراع في إحلال الاستقرار والأمن في العراق يخدم مصالح جميع دول المنطقة، أما مصالح أميركا فتكمن في استمرار انعدام الأمن وعدم الاستقرار في العراق”.
ووصف المعلم علاقات دمشق مع طهران بـ“الاستراتيجية”. وقال إن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين “يساعد على إقرار الاستقرار والامن في المنطقة”.
وأكد المعلم، الذي سلم نجاد رسالة شفوية من الرئيس السوري بشار الأسد تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الاقليمية، “حرص سوريا على دعم العملية السياسية في العراق وضرورة الحفاظ على وحدة العراق ارضاً وشعباً واستقلاله واستقراره بما في ذلك جدولة انسحاب القوات الاجنبية من أراضيه”.
وفي هذا السياق، دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، خلال استقباله المعلم، إلى إحباط محاولة “الأعداء لزرع بذور الفرقة بين السنة والشيعة”. وشدد على ضرورة التعاون البنّاء بين دول المنطقة ولا سيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا لتسوية المشكلات الإقليمية، وخصوصاً الأوضاع الجارية في العراق.
ووصف رفسنجاني التعاون بين إيران وسوريا من أجل التقارب بين الفصائل الإسلامية وفضح مؤامرات أعداء الإسلام في المنطقة بـ“الهام للغاية”. ورأى أن “العدو يريد غرق الدول الاسلامية في المنطقة في مستنقع الخلافات”.
وأشار رفسنجاني إلى تطورات الساحتين اللبنانية والفلسطينية و“انتصار المقاومة الإسلامية على الصهاينة”، في إشارة إلى حرب تموز الإسرائيلية على لبنان، معتبراً إياها “النموذج المناسب لمواجهه الأعداء”. وقال إن “انتصار الشعب اللبناني على الصهاينة المعتدين جاء نتيجة للسير على نهج الدين الحنيف وعدم الاستسلام”.
بدوره، قال المعلم إن الولايات المتحدة هي “العقبة التي تحول دون تعزيز العلاقات بين كل من إيران وسوريا والعراق”، معتبراً أن “التعاون الرباعي بين إيران والعراق وسوريا ولبنان سيؤدي إلى إحباط مخططات الأعداء في المنطقة”.
(يو بي آي، سانا، مهر)