موسكو ــ حبيب فوعاني
في خضم الحديث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية اميركية لإيران، ترصد دوائر في دول عديدة موقف الدول الخليجية من “ضربة استباقية” للجمهورية الاسلامية.
ونتيجة هذا الرصد، تبين للكاتب في صحيفة “أوترو.رو” الروسية الإلكترونية اليومية، ألكسندر كوهان، أن مجلس التعاون الخليجي يؤيد توجيه ضربة أميركية إلى إيران، مستنداً في ذلك إلى ما جاء في “التقرير الخاص، الذي أصدره مركز الخليج للبحوث في دبي”، والذي يعدّ “العقل المفكر” للهيئات العسكرية لدول الخليج الست.
ونقل الصحافي الروسي عن التقرير قوله “إن الطموحات النووية الإيرانية ستؤدي حتماً إلى المواجهة العسكرية”، وأنه “يجب أن تفهم طهران أنه إذا تعين علينا الاختيار بين حالة تملك فيها إيران الأسلحة النووية وحالة توجيه الولايات المتحدة ضرباتها إلى إيران، فإننا سنساند الخيار الثاني ولا بديل آخر غير ذلك”.
وذكر كوهان أن ممثلي الدول الخليجية أشاروا في جلسة حضرها نائب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، نيكولاس بيرنز، إلى أن “طهران رفضت إجراء المفاوضات معهم بشأن توقيع أي نوع من معاهدات عدم الاعتداء. ورفض الإيرانيون أيضاً إيقاف حشد قواتهم في الخليج أو مناقشة إمكان إعادة ثلاث جزر صغيرة متنازع عليها إلى الإمارات العربية المتحدة”.
وأضاف كوهان أن المحللين ربطوا بين قرار مجلس التعاون بمساندة الموقف الاميركي والزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية إلى المنطقة، حيث التقت في الكويت وزراء خارجية الدول الست، كما ناقشت في الرياض مع الزعماء السعوديين مخاوفهم من أن تصبح إيران النووية القوية اقتصادياً تهديداً كبيراً لمصالح المملكة وأمنها.
في هذا الوقت، قال نائب الأمين العام لحلف الأطلسي، أليساندرو مينوتوريتسو، خلال زيارة رسمية الى الرياض استمرت يومين، إن الحلف “يرى المملكة شريكة استراتيجية، وإن من الضروري الشروع بتوقيع اتفاقيات تعاون سواء في مجال مكافحة الإرهاب أو في مجال حل المشكلة النووية الإيرانية”.
بيد أن الرد الايراني على هذه التهديدات كان من خلال مناورات عسكرية اجراها الحرس الثوري “باسداران” الاسبوع الماضي واستمرت ثلاثة أيام في منطقة غارمسار جنوبي طهران، والتي تضمنت تدريبات على إطلاق صواريخ “زلزال” و“فجر” القريبة المدى.
وذكرت صحيفة “صنداي هيرالد” السكوتلندية، استناداً إلى وكالة “نوفي نيتي” البلغارية للأنباء، أن الولايات المتحدة ستهاجم إيران في شهر نيسان المقبل، وأنها ستستخدم لذلك قاعدتيها العسكريتين في رومانيا وبلغاريا على البحر الأسود.
ويتنامى قلق الجانب الروسي من التعنت الأميركي؛ فقد حذّر نائب رئيس مجلس الدوما، زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، من أن الولايات المتحدة قد تشن هجوماً عسكرياً على إيران في صيف هذا العام.