برلين ــ غسان أبو حمد
هل تتورّط برلين في حرب واشنطن ضدّ قوّات “طالبان” في أفغانستان وتنقل بالتالي الإرهاب الدولي إلى أراضيها؟ سؤال يشغل بال عدد كبير من نوّاب البرلمان الألماني ويتهدّد عقد التحالف الحاكم بالانفراط، ويثير ململة يساريّة حول انعكاسات الخطوة.
ويعود السبب إلى ما أعلنته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في مقابلة مع القناة الأولى التلفزيونيّة الألمانية، الجمعة الماضي، حيث أشارت إلى أنّ حكومة بلادها طلبت من برلين نقل تعاونها «المدني» في الحرب الأفغانيّة إلى تعاون عسكري، من خلال إشراك طائرات الاستطلاع الألمانية المتطورة «تورنادو» في عمليات الكشف عن تحرّكات قوّات «طالبان» وضربها.
وعما إذا كان الطلب الأميركي يشمل دخول قوّات مشاة ألمانية في الحرب، قالت رايس إنّ “واشنطن تقدّر ما تبذله برلين من مساعدة مدنيّة ومشاريع بناء في شمال أفغانستان. إلّا أنّ توسيع أفق هذه المساعدة نحو مجالات الاستطلاع العسكري يشكّل خطوة جيدة”، مضيفةً أنّ “مفهوم التحالف يعني بنظرنا تحمّل جميع الأعباء بالتساوي بين المتحالفين”.
وأثار الموضوع حفيظة الأحزاب الألمانية، وخصوصاً “الحزب الاشتراكي الديموقراطي”، الحليف في الحكم، حيث ردّ الناطق باسم السياسة الخارجية فيه غيرد فايسكيرشن، في حديث لصحيفة “تاغزشبيغل أمزونتاغ”، أمس، بالقول “علينا أن نبذل ما في وسعنا كي لا ندفع البلاد إلى مواجهة عسكرية في النزاعات الدولية. سوف نمنع وقوع ألمانيا في سيناريو شبيه بما نشاهده يومياً في العراق”.
وشبّه رئيس كتلة اليسار في البرلمان أوسكار لافونتين مشاركة ألمانيا عسكرياً في حرب أفغانستان بأنه “دعوة واضحة وصريحة إلى الإرهاب لزيارة ألمانيا”.