غزة، رام الله، حيفا ــ الأخبار
«الجهاد» تعلن عن عمليات «ذوبان الجليد»... و «كتائب الأقصى» تهدّد بتوسيع رقعة المواجهة

وضعت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس حداً لنحو عشرة أشهر جمّدت خلالها عملياتها الاستشهادية، عندما فجّر شاب فلسطيني نفسه داخل مخبز في مدينة إيلات جنوب فلسطين المحتلة عام 48، فقتل ثلاثة إسرائيليين وجرح سبعة آخرين، وسط تباين حول كيفية وصوله إلى هذه المدينة؛ فرغم الإعلان عن تسلله عبر الأردن، أصرّت إسرائيل على نظرية المرور من سيناء، وهو ما رفضته مصر، في وقت هدّدت “كتائب شهداء الأقصى” بضرب الاحتلال في جميع الساحات، ومنها العربية.
وأعلنت “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أمس، مسؤوليتها المشتركة مع “كتائب شهداء الأقصى ــ جيش المؤمنين” التابعة لحركة “فتح”، عن العملية الاستشهادية.
وأعلنت الشرطة الاسرائيلية أنّ الاستشهادي كان يحمل 8 كيلوغرامات من المواد المتفجرة، موضحة، أنّها لم تملك معلومات تشير إلى “إمكان وقوع عملية تفجيرية في إيلات”.
وورد أنّ منفذ العملية وصل إلى المكان عن طريق أحد سكان المدينة، حيث تبيّن في ما بعد أنّه ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي يدعى، يوسي فولتونسكي، الذي نقل الاستشهادي إلى المكان «من دون أن يدري بأنّ الراكب معه ينوي تنفيذ عملية»
وكشفت سرايا القدس، خلال مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسمها أبو أحمد في مدينة غزة، أن منفذ العملية الاستشهادية هو محمد فيصل السكسك (21 عاماً) من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقال إن “الشهيد السكسك تسلل إلى مدينة إيلات عبر الأردن، بعد الدخول إليها بجواز سفر مزوّر، لتنفيذ العملية الفدائية التي استغرق الإعداد لها سبعة أشهر”، مشيراً إلى أنها تأتي “ضمن عملية ذوبان الجليد الاستشهادية، التي تتضمن تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية في القريب العاجل، رداً على الخروق الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وشدد أبو أحمد على أن «هذه العملية ستكون أولى عمليات الرد من خلال عملية ذوبان الجليد الاستشهادية، وسيتبعها عمليات نوعية لم يتصوّرها العدو على الإطلاق، وسنؤكد للعدو أن المقاومة لم تنكسر ولن تنكسر».
من جهته، شدد أبو عدي، أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح»، على أن مجموعات الكتائب ستعمل من جميع الساحات لضرب قوات الاحتلال الإسرائيلي، رافضاً في الوقت نفسه الحديث عن وجود “خلايا نائمة في الدول العربية المجاورة”.
وقال أبو عدي، معقّباً على تسلل منفذ عملية إيلات من الأردن، “لدينا كل المجالات مفتوحة لضرب الاحتلال الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن “فلسطين والأقصى أغلى من الجميع، وهذه هي البداية وليست النهاية، وسيرى الاحتلال في الأيام المقبلة ماذا أعدّت له المقاومة”. ولاقت العملية الفدائية ترحيباً كبيراً من فصائل المقاومة، بما فيها حركة “حماس”، غير أن حركة “فتح”، قالت على لسان المستشار الرئاسي أحمد عبد الرحمن محمد، إن “حركة فتح تعتبر كل العمليات التي تستهدف المدنيين مدانة”.
وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إن “العملية البطولية جاءت في توقيتها المناسب، كصرخة توقظ ضمائر الإخوة المتقاتلين في فتح وحماس لتعيدهم جميعاً إلى جادة الصواب والحق”.
لكن الأردن نفى أن يكون منفذ العملية تسلل عبر أراضيه، وهو ما أعلنه أيضاً وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر، الذي رأى أن الاستشهادي تسلل عن طريق مصر، وذلك نظراً لصعوبة الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود مع الأردن.
وفي رده على العملية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن اسرائيل ستستمر في مواجهة “المخرّبين ومرسليهم”.
كما أمر وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس الأجهزة الأمنية “باتخاذ إجراءات لازمة ضد التنظيمات الإرهابية”، موضحاً أنّ “إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها للحفاظ على التهدئة”.
وانتقدت الإدارة الأميركية بقسوة الحكومة الفلسطينية بعد التفجير الاستشهادي. وقال البيت الأبيض، في بيان، “إن المسؤولية عن الحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات الإرهابية تقع على عاتق حكومة السلطة الفلسطينية”.
وفي باريس، دان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي عملية إيلات، معتبراً أن “لا شيء يبرّر هذا الحقد”.
ودانت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي الهجوم. ووصفته بأنه “محاولة لوقف التقدم في عملية السلام الهشة في الشرق الأوسط”.