بول الأشقر
حصل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز من المجلس النيابي أمس على صلاحيات استثنائية للتشريع في 11 مجالاً لفترة سنة ونصف السنة، بعد ثلاث وعشرين يوماً من تقديمه طلباً للبرلمان، برره بضرورة تعميق الثورة وبناء ما يسميه اشتراكية القرن الواحد والعشرين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها تشافيز على هذه الصلاحيات، فقد سبق وحظي بها في عام 1999 خلال ستة أشهر للتشريع في المجالين الاقتصادي والمالي. ومجدداً في عام 2000 خلال فترة سنة وفي ستة مجالات.
أما هذه المرة، فالصلاحيات الاستثنائية تطال تقريباً جميع المجالات من مؤسساتية إلى اقتصادية وتربوية وتشكل الأداة الأساسية التي ينوي من خلالها تشافيز إعادة صياغة بنيان الدولة وسياساتها. لذلك نعت الرئيس الاشتراكي هذه الصلاحيات بـ “أم التشريعات”. وما سهل عملية إقرار “الصلاحيات الاستثنائية” هذه المرة وجعلها مجرد عملية شكلية، ناتج من أن المعارضة غائبة عن المجلس النيابي بعدما قررت مقاطعة الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وحسب رئيسة المجلس التي دعت أمس إلى عقد جلسة استثنائية في الشارع لإقرار الصلاحيات، فإن كل الاستشارات التي قام بها النواب منذ أسبوع مع القواعد دلت على أن المواطنين يؤيدون منح هذه الصلاحيات الاستثنائية لتشافيز، لا بل توسيعها.
وبحسب جدول الأعمال الرسمي، ستأخذ لجنة الصلاحيات الاستثنائية التي يترأسها نائب رئيس الجمهورية، ثلاثة أشهر لتحديد القوانين الجديدة التي ستصدر ولصياغة المراسيم العائدة إليها.
بعد ذلك، ستعرض هذه القوانين الجديدة للمناقشة الشعبية خلال 11 شهراً، قبل أن تعود وتقرها السلطة التنفيذية.
ومن المعروف عن نيات الرئيس الفنزويلي أنه يودّ تأميم قطاعات المواصلات والطاقة الكهربائية التي يعتبرها استراتيجية إضافة إلى قطاع تكرير النفط وإلغاء استقلالية البنك المركزي.
أما في هافانا، فقد بث التلفزيون الكوبي شريطاً جديداً لفيدل كاسترو بدا فيه واقفاً يستقبل حليفه تشافيز ويتحادث معه ويشرب عصير البرتقال. وهي أول صور لكاسترو منذ ثلاثة أشهر. ويبدو فيها بوضع صحي أفضل من الصور الأخيرة، وأنه أخذ يستعيد وزنه لكن صوته لا يزال ضعيفاً.
وتأتي هذه الصور التي سجلت نهار الاثنين بعد اجتماع دام حوالى ساعتين بين الزعيمين لتكذب معلومات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، التي أكدت أن كاسترو مصاب بالسرطان، وهو ما كذبه الطبيب الإسباني الذي عاينه.