غزة ــ رائد لافي
رئيس الوزراء يشدّد من الدوحة على «التفاهم» ... و3 شهداء في اعتداءات إسرائيلية

“الطريق المسدود” أمام حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، الذي أعلنه أول من أمس الرئيس محمود عباس، استدعى أمس دعوة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى استقالة رئيس الحكومة إسماعيل هنية، الذي يزور الدوحة حالياً، في ظل إعلان عن كلمة من المقرر أن يوجهها عباس إلى الفلسطينيين قريباً، يتوقع أن تتضمّن “الخيارات” التي تحدث عنها سابقاً لمواجهة الأزمة الحكومية، في وقت شهد فيه الوضع الأمني اعتداءات إسرائيلية جديدة أدت إلى سقوط شهيدين في الضفة الغربية، إضافة إلى ثالث متأثراً بجروح أصيب بها في غزةوقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سمير غوشة، لوكالة “رويترز”، إن “اللجنة التنفيذية طلبت من هنية الاستقالة تمهيداً لتأليف حكومة جديدة”. وأضاف أن اللجنة “ستناقش جميع الخيارات ثم تجتمع بعد ثلاثة أو أربعة أيام لتأخذ قراراً” عندما يعود عباس من زيارة إلى غزة.
وحمّلت اللجنة حركة “حماس” مسؤولية فشل الحوار لتأليف حكومة وحدة وطنية، واشترطت لاستئنافه التزام الشرعية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية والشرعية الدولية.
وكان عباس قد أبلغ اللجنة التنفيذية قراره وقف الحوار مع “حماس” لتأليف حكومة وحدة وطنية، وذلك خلال اجتماعها في مقر الرئاسة في المقاطعة في رام الله، بهدف دراسة الخيارات المتوافرة أمام القيادة الفلسطينية.
ورأت اللجنة، في بيان، أن “الشروط التي تمسّك بها ممثلو حماس خلال المشاورات تمنع قيام حكومة وحدة وطنية، لأنها تجعل الحكومة المقبلة ذات لون واحد، يستأثر فيها طرف واحد بالمواقع الرئيسية”.
وأضاف البيان “عدا ذلك، فإن الحكومة ستفشل في كسر الحصار السياسي والمالي، بسبب عدم التزام الشرعية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية والشرعية الدولية مرجعية للحكومة، وخصوصاً أن جميع الاطراف أجمعت على أن كسر هذا الحصار هو الهدف الاول لهذه الحكومة عند تأليفها”.
وكان عضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه قد نقل عن عباس قوله “قررت إنهاء الحوار مع حماس، ولن اكلف اي مسؤول بالحوار مجدداً معهم، بعدما وصلت إلى قناعة اننا وصلنا الى طريق مسدود ولا رغبة لحماس في تأليف حكومة وحدة وطنية”.
وأضاف عبد ربه أنه خرى البحث، خلال الاجتماع، في عدد من الخيارات منها “الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة للسلطة الفلسطينية، أو إجراء استفتاء للشعب الفلسطيني او حل الحكومة”.
وأوضح مصدر فلسطيني مسؤول، لوكالة “فرانس برس”، أنه “تم تأليف لجنة من خبراء قانونيين لدراسة الجوانب الدستورية لأي خطة سيقدم عليها الرئيس وفق القانون الاساسي الفلسطيني”.
بدوره، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، عقب انتهاء الاجتماع، إن عباس ابلغ المجتمعين انه “سيلقي كلمة مهمة خلال وقت قريب جداً، يشرح فيها تفاصيل ما جرى من حوارات مع حركة “حماس” والعقبات التي وضعتها وأدّت إلى فشل الحوار.
في هذا الوقت، كان هنية يتابع جولته العربية الأولى، فاستقبله الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في العاصمة القطرية الدوحة. وقالت إذاعة صنعاء الرسمية إن صالح وهنية “تطرقا إلى الجهد المبذول من أجل تأليف حكومة وحدة وطنية في إطار الاتفاق الفلسطيني على برنامج عمل الحكومة”.
وشدد هنية، بحسب المصدر نفسه، على حرص “حماس” على التفاهم بشأن تأليف حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبعيداً عن أية عوائق تتعلق بالأشخاص.
ميدانياً، فجّر مجهولون مدخل مقر فرع “البنك العربي” الواقع في ميدان فلسطين الرئيس وسط مدينة غزة أمس، عبر زرع عبوة ناسفة متوسطة الحجم، وتفجيرها عن بعد بواسطة “الريموت كونترول”، وهو ما ألحق أضراراً جسيمة بالمصرف.
ووصف محافظ سلطة النقد الفلسطينية، الدكتور جورج العبد، الاعتداء بـ “الإجرامي والعمل التخريبي”، الهادف إلى المسّ بأهمّ مؤسسة مصرفية عاملة في الأراضي الفلسطينية.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد الشاب مراد ابو عواد (22 عاماً) متأثراً بجروح خطرة جرّاء إصابته قبل عشرة أيام بعيارات نارية من قوات الاحتلال الاسرائيلي شرقي مدينة غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن نشطاء فلسطينيين أطلقوا أمس صاروخاً محلي الصنع من شمال قطاع غزة على صحراء النقب من دون أن يسفر عن إصابات. وفي الضفة الغربية، استشهد بشار الجعبري (22 عاماً)، جراء اطلاق جنود الاحتلال النار عليه قرب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
كما استشهد الفتى شادي بني شمسه (17 عاماً)، بعد اصابته بعيار ناري أطلقته قوات الاحتلال، التي توغلت فجر أمس في بلدة بيتا، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح متوسطة وفقاً لمصادر طبية.