لا تزال فصول قضية موت الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو تتوالى في أروقة السياسة الخارجية بين لندن وموسكو، بعد اتهام الصحافة الدولية لروسيا بقتله بكمية كبيرة من المواد المشعة في العاصمة البريطانية، رغم عدم توافر أدلة دامغة. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الأردن أمس، عن استيائه “للتذكير اليومي” بـ “الأسئلة” التي قد تكون لندن طرحتها على موسكو في إطار قضية وفاة العميل السابق، مؤكداً أنه لم يتلق “أي طلب ملموس” في هذا الخصوص.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء عن لافروف قوله: “إننا لا نفهم إطلاقاً التذكير اليومي بالتحقيق الجاري وتوجيه أسئلة إلى الجانب الروسي”، موضحاً أنه “ما من أسئلة، لقد قالت لي وزيرة الخارجية البريطانية (مارغريت بيكيت) ذلك بوضوح”.
وكانت رئاسة الوزراء البريطانية قد أعلنت أن بيكيت طلبت أمس من نظيرها الروسي التعاون في التحقيق في قضية وفاة ليتفينينكو.
وقالت بيكيت، لهيئة الإذاعة البريطانية، إن المحادثات التي جرت مع لافروف في الأردن، حيث شاركا في مؤتمر لمجموعة الثماني، كانت “مفيدة” وأن نظيرها الروسي تعهد التعاون الكامل إذا ما أظهرت تحقيقات الشرطة البريطانية ضرورة ذلك من أجل “البحث عن معلومات” لدى روسيا.
من جهته، قال وزير الداخلية البريطاني جون ريد أمس إن الفحوص كشفت إصابة أحد أقارب ليتفينينكو بمواد إشعاعية من نوع «بلونيوم 210».
وكان الخبير الأمني الإيطالي ماريو سكاراميلا قد أُصيب بإشعاعات مماثلة إثر لقائه ليتفينينكو في مطعم السوشي في لندن في 1 تشرين الثاني الماضي.
إلا أن وزارة الصحة الإيطالية قالت، في بيان بعد اجتماع خصص لبحث القضية أمس، إنه لا وجود لخطر مواد مشعة على السلامة العامة.
في هذا الوقت، أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية أمس إن الشرطة وأجهزة الاستخبارات البريطانية تشتبه بشكل متزايد بـ“عناصر إجرامية” قدمت من روسيا بأنها تقف وراء وفاة الجاسوس الروسي.
ونقلت الصحيفة عن الشرطة البريطانية القول إن ليتفينينكو سمم له في مطعم السوشي في وسط لندن.
إلى ذلك، رأت منظمة السلام الأخضر الدولية أمس أنه يجب النظر إلى واقعة اكتشاف آثار لسم إشعاعي في أماكن عــامة في إطار التحـــــقيقات الخاصة بمــــوت ليتفينينكو على أنها “جرس إنــــذار” للخطر المحتمل “لواقــــعة أكثر خــــطورة”.
وقالت المنظمة، في بيان أصدرته في لندن عقب اكتشاف مادة البولونيوم 210، في نحو 12 موقعــــاً في العــــاصمة البريطانية، إن هذه القــــضية تبرز “السؤال الأوسع المتصل بمســـألة الأمــــان النــــووي”.
وأكدت المنظمة أن قضية ليتفينينكو أعطتنا “لمحة مخيفة” عما يمكن أن يحدث إذا ما لوثت كميات أكبر من مادة إشعاعية مميتة مدننا “عن طريق الصدفة أو عن قصد”، مشددة على أنها تأتي بمثابة “جرس إنذار لجميع من يعتقد أن التكنولوجيا النووية ــ بغض النظر عن نوعها ــ لا تحمل أي مخاطر حقيقية”. وأضافت أن تلك التكنولوجيا “خطيرة في الأساس” ويمكن أن توفر “أسلحة قذرة للإرهابيين”، كما يبدو أنها تستخدم “كسم للاغتيال”.
(أ ف ب، أ ب، د ب أ)