strong>... وأخيراً وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى دمشق، بعد تأجيلات سابقة، في زيارة يتصدّرها عنوان “الوضع في لبنان”، وقد تكون فرضتها إرادة ألمانيا في تفعيل دورها قبل أسابيع من تسلمها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي
دعا وزير الخارجية الألماني، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع في دمشق أمس، سوريا إلى “القيام بكل ما تستطيع لمنع زعزعة الاستقرار” في لبنان، والضغط على حزب الله.
إلا أن الرئيس السوري أبلغ الوزير الألماني، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن بلاده “لا تتدخل في شؤون الآخرين”. وقال إن “سوريا هي جزء من الحل في المنطقة لا جزء من المشكلة”، مشدداً على “اهمية تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط”.
وشدد الاسد، خلال اللقاء الذي استغرق ساعتين، على “أهمية استخدام لغة الحوار في العلاقات بين الدول، وأهمية تعاون المجتمع الدولي لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة”.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية، مارتن ياغر، أن زيارة شتاينماير تهدف خصوصاً الى الطلب من سوريا “ممارسة ضغط على حزب الله ليتبنى موقفاً معتدلاً”. وأضاف أن الوزير الالماني “سلم (المسؤولين السوريين) رسالة سياسية” من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي “يتمتع بدعم برلين الكامل”.
من جهته، قال شتاينماير للصحافيين: “أطلب من سوريا خصوصاً القيام بكل ما تستطيع لمنع زعزعة الاستقرار في لبنان”. وأضاف “كنت شاهداً في لبنان على هشاشة الوضع، وخصوصاً بعد مقتل وزير الصناعة بيار الجميل” في 21 تشرين الثاني في بيروت. وتابع “أدعو الأطراف كلها إلى بذل الجهد من أجل منع اندلاع العنف مجدداً”.
وأشار شتاينماير، خلال لقائه مع نظيره السوري وليد المعلم، إلى أن الحوار اللبناني الداخلي اللازم “غير ممكن في ظل المناخ الحالي”.
ومن دون أن يعلّق مباشرة على تصريحات الوزير الالماني، نفى المعلم، خلال المؤتمر الصحافي، تدخّل سوريا في الشؤون اللبنانية، مشيراً إلى أن “أمن واستقرار لبنان يمثل أمن واستقرار سوريا أيضا”. وشدد على أن دمشق تعترف بسيادة لبنان واستقلاله، موضحاً أنه ليس هناك ما يمنع عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين “من ناحية المبدأ”، لكنه أشار إلى أهمية وجود “أجواء تتسم بالأخوة داخل لبنان”.
وفي ما يتعلق بالتحقيقات الجارية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005، قال المعلم “لا يساورنا القلق ولا الخوف”، مشيراً إلى الاستعداد للتعاون مع المحقق الدولي سيرج براميرتس.
وأضاف المعلم “نحن نسير على طريق واضح نلبي به مصالح شعبنا. نحن لم نعزل العالم. هناك جهات في العالم هي التي عزلت نفسها عن سوريا. نريد علاقات قوية ومتينة مع كل دول العالم وخصوصاً مع المانيا، مبنية على تفاهم مشترك وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”. وأضاف “نريد مساهمة إيجابية (للدول الغربية) في برامج التنمية الاقتصادية في سوريا”.
إلى ذلك، أبلغ الشرع وزير الخارجية الألماني استعداد بلاده للتعاون مع الجهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الشرع أشار إلى أن “السياسات الخاطئة لبعض الدول الكبرى وعدم التعامل بجدية مع القضايا الأساسية في الشرق الأوسط قد أدت إلى المأزق الذي نشهده اليوم”.
يذكر أن شتاينماير ألغى منتصف آب الماضي زيارة كانت مقررة إلى سوريا قبل حصولها بساعات بعد خطاب حاد للرئيس الاسد وصف بأنه كان “معادياً لإسرائيل” في أعقاب وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وقبل وصوله إلى دمشق، جال شتاينماير على الأردن والاراضي الفلسطينية واسرائيل ولبنان.
(سانا، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)