انعكست الأزمة السياسية اللبنانية في أكثر من بلد عربي، حيث انقسمت الأحزاب بين مؤيد ومعارض للتحركات في بيروت، في وقت حذّرت أكثر من صحيفة عربية وغربية من مخاطر انزلاق لبنان إلى “حرب أهلية”.وأعلنت أحزاب المعارضة الأردنية وقوفها مع مطالب المعارضة اللبنانية الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال بيان صادر عن لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الوطنية “إن اللجنة تعلن عن موقفها المنسجم مع ثوابت الأمة وحقوق الشعب العربي في الاستقلال والسيادة والمتمثل في تأييد مطالب المعارضة الوطنية اللبنانية لتصويب الاختلال السياسي القائم في الحكومة الحالية، والمتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية تتمثل فيها جميع القوى ومكونات المجتمع اللبناني بشكل عادل”.
وفي صنعاء، حملت صحيفة “الثورة” الحكومية على من وصفتهم بـ“المشككين” في موقف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تجاه الأحداث فى لبنان، إثر تقارير نشرتها المعارضة أشارت فيها إلى “ازدواجية” في تعامل صنعاء مع تلك الأحداث.
وقالت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي أمس، لا أحد يستطيع أن “يشكّك في مواقف اليمن والجهود التي تبذلها قيادتها السياسية على صعيد تمتين جسور التفاهم والتضامن ووحدة الصف العربي واحتواء أي خلاف طارئ أو عارض قد ينشأ بين الأشقاء”.
وفي الدوحة، أجرت صحيفة “الوطن” القطرية استطلاع رأي حول حق المقاومة اللبنانية بالاحتفاظ بسلاح المقاومة، وتبيّن أن 77 في المئة صوتوا مع السلاح و20 في المئة ضده.
وفي إسبانيا، علّقت صحيفة “إل بايس”، في تقرير أمس، على الأوضاع الحالية في لبنان، مشيرة إلى أن “هناك نزاعاً جديداً تحاك خيوطه”. ورأت أن “تبعاته ستؤثّر على كل دول المنطقة”. وقالت: “من الواضح أن الإسلاميين المتشددين ينتهجون سياسة إثارة القلاقل، وهم بذلك يقودون البلاد إلى الوقوع في شباك حرب أهلية جديدة. وكانت شرارة البدء في هذا الأمر الهجوم الإسرائيلي على لبنان، الذي أدى إلى حدوث اضطراب في مراكز ثقل الطوائف الدينية في البلاد”.
وفي موسكو، اهتمت صحيفة “كوميرسانت” بتزايد حدة توتر الوضع في لبنان. وذكرت أنه “لا يزال الطريق طويلاً أمام تحقيق قيم الديموقراطية الغربية سواء في العراق أو فلسطين، لذا فليس هناك ما يدعو لإلقاء اللوم إذا ما لم تكبر بذرة الديموقراطية هناك”.
وأضافت الصحيفة: “لكن الوضع مختلف بالنسبة للبنان المتنوع سياسياً، الذي يُعَد الجزيرة الوحيدة للديموقراطية والحرية والتفكير الحر في قلب العالم العربي. ومن ناحية أخرى، استنفدت قدرات ثورة الأرز بشكل يضع نهاية لفكرة ومفهوم الولايات المتحدة حول الشرق الأوسط، بل إن الاسوأ من هذا هو أن لبنان بالنسبة للولايات المتحدة يعد مهدداً
بالضياع كما حدث قبل نحو 30 عاماً مع إيران وثورتها الإسلامية”.
(الأخبار، أ ف ب، د ب أ، يو بي آي)