جدّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس تصديه للدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول العراق، كان قد أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الأسبوع الماضي، فيما أعلن أن مؤتمراً للقوى السياسية سيعقد منتصف الشهر الجاري «للأحزاب والمنظمات المشاركة في العملية السياسية وغيرها» من أجل تعزيز الوحدة الوطنية.وقال المالكي، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «المؤتمر يهدف الى الاتفاق على ميثاق وطني يحرّم الاقتتال الطائفي ويفتح آفاق التعاون مع مختلف مكونات الشعب والاسهام في اخراج الوطن من المرحلة الصعبة التي يجتازها حيث تتكالب عليه قوى الإرهاب والمجموعات المسلحة الخارجة على القانون والتي تعمل على اشاعة الفوضى في البلاد».
وأفاد بيان للمكتب الاعلامي التابع للمالكي، أنه رفض دعوة انان الى عقد مؤتمر دولي واعتبرها «مصادرة لإرادة الشعب العراقي وإنجازاته التي حققت الديموقراطية وحكومة الوحدة الوطنية». وذكر البيان أن «الحكومة القائمة على اسس دستورية لا يمكن ان تقبل فكرة عقد مؤتمر دولي يصادر كل التطور الحاصل في العملية السياسية ويفرض وصاية دولية على الشعب».
وانتقد المالكي، في البيان، قول انان الأحد الماضي، إن العراقيين لديهم الانطباع بأن الوضع حالياً في العراق اسوأ مما كان عليه في العهد السابق، قائلاً إن «ذلك تزيين لصورة النظام السابق المعروف بجرائمه ضد الانسانية».
واتهم عمار الحكيم، نجل زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم أمس، «اجندة اقليمية» بالوقوف وراء ما يجري في العراق، مطالباً دول الجوار بـ«تجاوز خلافاتها السياسية والطائفية».
ووجّه الحكيم الأب، في واشنطن أول من أمس، دعوة إلى توقيع اتفاقات مع جيران العراق «لمكافحة الارهاب وتسليم المجرمين»، معتبراً أن مثل هذه الاتفاقات ضرورية من اجل «تخطّي العقبات التي تعوق التقدم والاستقرار في العراق».
وحذّر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس، من أن تقسيم العراق سيهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، داعياً الدول العربية الى اتخاذ موقف قوي لدعم العراقيين.
وقال موسى، في مذكرة عرضها امام اجتماع اللجنة العربية الوزارية المعنية بالعراق، والتي التأمت في القاهرة أمس، إن العراق «اصبح مهدداً في وحدته الترابية وفي تركيبته الاجتماعية وفي هويته وانتمائه الوطني، وهناك تخوف من ان الساحة العراقية اصبحت مسرحاً للتجاذبات الإقليمية والدولية على حساب المصلحة العربية». ودعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس، مصر والدول العربية الاخرى إلى أداء دور أكبر في العراق، ودعم جهود الحكومة العراقية من أجل استتباب الأمن والاستقرار هناك.
وقال زيباري للصحافيين بعد مقابلته الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، إنه طلب من هذا الأخير أن تقوم بلاده بدور قيادي في العراق.
وردّاً على سؤال عن التدخلات الايرانية في العراق، قال زيباري ان «الشكوى من تزايد الدور الايراني ترجع الى تراجع الدور العربي»، مشيراً الى أن دعم الاستقرار في العراق «أفضل ضمان للأمن القومي العربي».
ميدانياً، قتل 46 شخصاً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة في العراق أمس، بينهم 15 موظفاً يعملون في الوقف الشيعي قضوا في هجوم مسلح سبقه تفجير سيارة مفخخة استهدف حافلة ركاب كانت تقلهم الى مقر عملهم شمال بغداد صباح أمس، فضلاً عن 14 شخصاً قضوا في انفجار ثلاث سيارات مفخخة بالتتالي استهدفت طابوراً لمواطنين في محطة للوقود جنوبي غرب بغداد.
وأفاد الجيش الاميركي أمس عن مقتل اثنين من جنوده، أحدهما في حادث سير، فضلاً عن إصابة خمسة آخرين، في بغداد أول من أمس.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، رويترز، د ب أ، أ ب)