strong>مجزرة أميركية في الإسحاقي تقتل 32 عراقياً بينهم نساء وأطفال
ظهر الموقف العراقي الكردي منتقداً بشدة لتقرير مجموعة الدراسات حول العراق، الذي صدر في واشنطن الأربعاء، رغم تسجيل بعض التمايز بين رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني والرئيس العراقي جلال الطالباني، في وقت ارتكب الاحتلال الأميركي مجزرة جديدة أودت بحياة العديد من المدنيين شمال بغداد.
ورفض البرزاني، بشدة أمس تقرير المجموعة التي يرأسها وزير الخاريجة الأميركي الأسبق جيمس بيكر والنائب الديموقراطي السابق، منتقداً معديه لعدم زيارتهم إقليم كردستان خلال تسعة أشهر من الأبحاث والدراسات.
وقال البرزاني، في بيان: «نحن لسنا ملزمين في كل الأحوال بما جاء في التقرير». وأضاف: «رغم شكرنا وتقديرنا للرئيس الأميركي جورج بوش والإدارة لإسقاطهم النظام السابق والجهود التي بذلوها في بناء العراق الجديد، إلا أننا لا نزال نعتقد أن مجموعة الدراسات حول العراق أوصت بأمور غير واقعية وغير مناسبة».
وقال المتحدث الرسمي باسم الطالباني أمس إن هذا الأخير يؤيد موقف البرزاني حيال التقرير الأميركي، إلا أنه ذكر أن «الرئيس أشار إلى وجود نقاط محددة في التقرير، مثل التوصية بنقل الملف الأمني إلى السيطرة العراقية والحوار مع دول الجوار التي تتطابق مع سياسة الحكومة التي تطالب بذلك دائماً».
في غضون ذلك، فيما أعلن الجيش الاميركي أمس مقتل عشرين «إرهابياً من تنظيم القاعدة» في العراق، بينهم امرأتان، في قصف جوي استهدف مبنى في منطقة الإسحاقي شمال غرب بغداد، أعلن مسؤول في المنطقة أن «طائرات اميركية قصفت منزلين في قرية الجزيرة التابعة للإسحاقي، ما أدى إلى مقتل 32 شخصاً بينهم نساء وأطفال».
وقالت الشرطة العراقية إنها عثرت على جثث 17 مدنياً. وسويت منازل تحيط بها حقول، بالأرض في الغارة. وعرض الأقارب جثث خمسة أطفال ملفوفة في بطاطين على صحافيين بالقرب من منطقة الإسحاقي التي تبعد 90 كيلومتراً شمالي بغداد.
كما قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون في هجمات وقعت في بغداد وكركوك أمس، فيما أعلنت الشرطة العثور على 18 جثة في شوارع العاصمة.
وأعلن الجيش الأميركي أمس مقتل ثلاثة من جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح في انفجار عبوات ناسفة غربي بغداد وجنوبها أول من أمس.
من جهة أخرى، أعلن قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال بيتر كياريللي، أن انسحاب معظم القوات الأميركية من العراق في مطلع عام 2008 «ممكن إذا تحرك العراقيون باتجاه المصالحة». وقال إن قواته «تحقق نصراً عسكرياً»، إلا أنه أقر بأن «التقدم على الجبهة السياسية وفي مجال إعادة الإعمار ليس بالسرعة الكافية».
وتُعَّد تصريحات كياريللي الاولى التي يدلي بها قائد عسكري بارز في العراق منذ نشر تقرير مجموعة بيكر ــ هاملتون عن الوضع في العراق.
ويجري بوش الأسبوع المقبل استشارات في جميع الاتجاهات بشأن العراق بهدف الإعلان عن تغييرات على مستوى سياسته تجاه هذا البلد قبل الميلاد، على ما أعلن البيت الابيض أمس.
فقد أعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض، دانا بيرينو، أن الرئيس الأميركي، سيجري، من الاثنين إلى الأربعاء، مشاورات مع كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع وكذلك مع القادة العسكريين والسفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد وخبراء من خارج الحكومة. وأوضحت أن الهدف هو «أن يتمكن الرئيس من إلقاء خطاب قبل عيد الميلاد، لكن هذا الموعد ليس نهائياً».
وحذر وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد أمس من انسحاب متسرع للقوات الأميركية من العراق، مشيراً إلى أن ذلك سيكون «خطأً فادحاً» يمكن أن يهدد استقرار العراق والمنطقة كذلك.
ودعا رئيس الحزب الديموقراطي الأميركي هاورد دين أمس إلى «تغيير فوري» لسياسة الولايات المتحدة في العراق، مشيراً إلى أنه ينبغي لها أن تتبنى «مقاربة متعددة الأطراف» والتزام «انسحاب تدريجي للقوات في أسرع وقت».
إلى ذلك، جدد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس تحذيره من أن تصاعد العنف في العراق يزيد من احتمال نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط. وقال أنان: «من الواضح بشكل متزايد أن العنف المتصاعد في العراق لم يؤثر عليه فقط، ولكنه يهدد أيضاً بتفاقم عدد من التوترات الكامنة في الدول المجاورة». وأضاف ان «احتمالات نشوب حرب أهلية شاملة، وحتى صراع اقليمي اصبحت أكثر واقعية بكثير».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)