أعرب أكراد العراق أمس عن تخوفهم من أن تتحالف الولايات المتحدة مع العرب السنة ضدهم وضد الشيعة، في وقت قتل فيه أربعة جنود أميركيين وأصيب 18 في هذا البلد، حيث حصدت أعمال العنف حياة ما لا يقل عن 72 عراقياً.في هذا الوقت، زار الرئيس الأميركي جورج بوش وزارة الخارجية للتشاور مع الوزيرة كوندوليزا رايس ومساعديها في شأن الوضع في العراق قبل اتخاذ قرار قريب بشأن التغييرات التي سيُدخلها على سياسته في هذا البلدوقال الرئيس الأميركي، إثر هذه المشاورات، أمام الصحافيين الى جانب رايس ونائبه ديك تشيني: «لقد قدّرت النصائح التي تلقيتها. ان هذه النصائح تؤدي دوراً مهماً، انها عنصر مهم يهدف إلى ايجاد طريق جديد للمضي قدماً في العراق». وأضاف ان «هذه الادارة، وعلى غرار غالبية الاميركيين، تريد أن تنجح في العراق لأننا نعرف ان النجاح في العراق سيسهم في حماية الولايات المتحدة على المدى الطويل».
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، عن امله أن يتيح تقرير بيكر ــ هاملتون الاسهام في «تغيير سياسة» الولايات المتحدة في العراق. ونقلت وكالة «ايتار ــ تاس» الروسية عن لافروف قوله إن موسكو «تأمل أن تنظر واشنطن الى تقرير مجموعة الدراسات حول العراق كإمكان لتغيير في السياسة». وأضاف ان «الجميع سيستفيد من ذلك: شعوب العراق والولايات المتحدة والمنطقة والعالم اجمع».
وفي هذا السياق، وصف الرئيس العراقي جلال الطالباني، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» أمس، توصيات تقرير بيكر ــ هاملتون بـ«الخطيرة وتمثل العلاج الخاطئ للتشخيص الخاطئ». وقال إنه سيبعث رسالة إلى الرئيس الأميركي يحدد فيها موقف حكومته حيال القضايا الرئيسية التي تضمنها التقرير، مشيراً الى أن توصياته في شأن البنية الأمنية للعراق، ومن ضمنها قوات الجيش والشرطة العراقية، «أثارت فزعه».
وانتقد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، بدوره، التقرير، معتبراً أن توصياته تهدد بقاء الحكومة العراقية. غير أن زيباري، الذي وصفته الصحيفة بأنه «كردي حليف للولايات المتحدة منذ عقد من الزمان»، شدد على أن توصيات تقرير بيكر ــ هاملتون «ستقود في النتيجة إلى دفع واشنطن للعمل ضد المسلمين الشيعة والأكراد لمصلحة العرب السنة». وقال: «من السيئ حقاً أن نبدأ في اختيار جماعة واحدة (العرب السنة) ونسعى لإضعاف الجماعتين الأخريين»، في إشارة منه إلى الأكراد والشيعة، محذّراً من أن مثل هذا التوجه «محفوف بالخطر».
ميدانياً، قتل 26 شخصاً، بينهم امرأة حامل وثلاثة من اولادها وأربعة اشقاء، في هجمات متفرقة طاولت بغداد وبعقوبة وتكريت والموصل وكركوك أمس، فيما اعلنت الشرطة العثور على 46 جثة في مناطق متفرقة من بغداد.
وذكر الجيش الاميركي أمس، أن اربعة من جنوده قتلوا في انفجار عبوات ناسفة في هجومين منفصلين شمال بغداد وغربها، أول من أمس، كما أصيب 18 جندياً أميركياً خلال هبوط اضطراري لمروحية في محافظة الأنبار المضطربة غرب بغداد أمس.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)