طهران ـــ محمد شمص
في خطوة جريئة غير مسبوقة عالمياً، بدأ المؤتمر الدولي في شأن “المحرقة والآفاق العالمية” أعماله في طهران أمس، برعاية وزارة الخارجية الإيرانية، وبمشاركة عشرات المفكرين والمحققين من أكثر من ثلاثين بلداً في العالم، جلّهم من الأوروبيين والأميركيين، متحدّين القانون الغربي القاضي بمعاقبة كل من ينتقد المحرقة اليهودية

أعلن وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي، في كلمته الافتتاحية، أن الهدف من مؤتمر المحرقة هو علمي وبحثي صرف ولا صلة له بالسياسة، مضيفاً “إننا هنا نريد إيجاد أجواء مناسبة لتقديم وجهات نظر مختلفه إزاء موضوع تاريخي ولسنا بصدد نفي أو إثبات قضية الهولوكوست”.
وقال إن المحرقة “اذا أثيرت في شأنها التساؤلات في خطاب رسمي، فإن هوية الكيان الصهيوني ستثار في شأنها تساؤلات أيضاً”. وأوضح أن “الجدل الذي أثير على خلفية التساؤلات العقلانية التي قدمها الرئيس محمود أحمدي نجاد والرد عليها إنّما حدث لهذا السبب، وهو أنهم يدركون أن إثارة التساؤلات حول الهولوكوست ضمن خطاب رسمي سيجعل ماهية وهوية الكيان الصهيوني معرضتين للتساؤلات أيضاً”. وتابع إنه “في حال التأكد من صحة وقوع هذه القضية من الناحية التاريخية، فإن على المتشدقين أن يردوا على سبب دفع السكان الاصليين في فلسطين تعويضات الجرائم التي ارتكبها النازيون”.
أما الكاتب الفرنسي البروفسور روبرت فوريسون فقال من جهته إنه “لم يعثر حتى الآن على أي دليل يثبت المحرقة اليهودية او أن (الزعيم النازي أدولف) هتلر أقام غرفاً للغاز لحرق اليهود”.
وأكد الحاخام اليهودي الأكبر ديفيد وايس (الاميركي الجنسية من جمعية اليهود الأرثوذكس المعادية للصهيونية) أن إسرائيل دولة غير شرعية وينبغي أن تزول لأنها أُسست على غير التعاليم الإلهية وخلافاً للقوانين والمقررات. وأضاف إن “الصهاينة اليوم يستغلون المحرقة ودماء اليهود لأهدافهم السياسية”.
كما اتّهم الحاخام اليهودي ارنولد كوهين أيضاً “الصهاينة باستغلال المحرقة للوصول الى أهدافهم غير المشروعة”، مضيفاً إن “هناك ترابطاً واضحاً بين المحرقة والصهيونية”.
وقدم المدير العام لمكتب الأبحاث السياسية والدولية، رسول موسوي، تقريراً أعلن فيه أن الهدف من إقامة الملتقى الدولي هو توفير أجواء علمية لدراسة القضايا التاريخية.
ويشارك الأوسترالي فريدريك توبن، أحد أشهر المتشككين بمحرقة اليهود، بمحاضرة بعنوان “الهولوكوست سلاح قاتل”. واستناداً الى مراسل “فرانس برس”، فإن توبن وصف وجود غرف الغاز بـ“الأكذوبة المطلقة”.
ورأى العنصر السابق في مجموعة “كو كلوكس كلان” والبرلماني الاميركي السابق، ديفيد ديوك، أن “أحمدي نجاد رجل في منتهى الشجاعة لطرحه هذه الأسئلة”.
في هذا السياق (ا ف ب، د ب ا)، أعلن المحامي خالد كساب محاميد (فلسطيني ـــ 48) أنه كان من المفترض أن يلقي كلمة ضد التشكيك بمحرقة اليهود في المؤتمر في شأن الهولوكوست في طهران، لكنه لم يتمكن من المشاركة بسبب عدم حصوله على تأشيرة دخول الى ايران.
في المقابل، عبّر النائب اليهودي الوحيد في البرلمان الإيراني، موريس معتمد، عن انزعاجه من عقد هذا المؤتمر. وقال “هذه إهانة بحق ليس فقط يهود إيران، لكن أيضاً لليهود في مختلف أنحاء العالم، لأنه من المعروف على نطاق واسع أننا حساسون بشدة في شأن كل ما يتعلق بالهولوكوست”.
كما علّق رئيس المركز الألماني للتنمية السياسية، توماس كروجر، قائلاً إن المؤتمر “سيقوّي الصلة بين تيار اليمين المتطرف والأصوليين الإسلاميين الذين يشتركون بمعاداة السامية” على مستوى العالم.



مؤتمر مضاد
افتتح في العاصمة الألمانية برلين مؤتمر دولي مضاد لمؤتمر طهران، تحت عنوان «الهولوكوست في المفهوم الدولي» بحضور علماء من أوروبا والولايات المتحدة. ودان باحثون دوليون، في هذا المؤتمر، نفي حصول المحرقة بحق اليهود ومعاداة السامية.
(أ ف ب)