strong>انتخابات الجمعة لمجلس الخبراء والبلديات أوّل مؤشر إلى شعبية نجاد منذ اقتراع الرئاسة
تتكثف الحملات الانتخابية في إيران استعداداً لاستحقاق يوم الجمعة، الذي يشهد انتخابات أعضاء مجلس الخبراء المناطة بهم صلاحية تعيين المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والإشراف على نشاطه وإقالته، إضافة الى اختيار أعضاء المجالس البلدية، وذلك في أول اختبار لشعبية الرئيس محمود أحمدي نجاد منذ انتخابه عام 2005.
وعمليتا الانتخاب مختلفتان جداً، لكن نتائجها ستعطي فكرة عن مدى استمرارية حركة المحافظين التي أوصلت نجاد الى السلطة.
وتبدو انتخابات مجلس الخبراء محصورة بين التيارات البراغماتية او المعتدلة والمحافظين المتشددين؛ فالأول يمثله الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني والثاني آية الله محمد تقي مصباح يزدي، رجل الدين المعروف بأنه مقرب من الرئيس الحالي.
لكن بغض النظر عن نتيجة هذه الانتخابات، فإن مجلس الخبراء سيبقى هيئة يسيطر عليها المحافظون الموالون بشدة لاية الله علي خامنئي.
وينص دستور الجمهورية الإسلامية على أنه عند وفاة مؤسسها الإمام الخميني، يعين “خبراء منتخبون من الشعب” خلفه.
وجرت الانتخابات الأولى وهو لا يزال على قيد الحياة في العاشر من كانون الاول 1982 ومن ثم كل ثماني سنوات. وانتخب المجلس في الرابع من حزيران 1989 علي خامنئي خليفة للخميني إثر وفاته. وتم تجديد أعضاء مجلس الخبراء في الثامن من تشرين الأول 1990 ومن ثم في 23 تشرين الأول 1998، وجاءت نتائج الانتخابات دائماً لصالح رجال الدين المحافظين.
ومن صلاحيات مجلس الخبراء، أنه يشرف بموجب الدستور على نشاط المرشد الأعلى الذي ينتخبه على مدى الحياة. ويحق للمجلس أيضاً إقالته إذا رأى أنه لم يعد بوسعه أداء مهماته. ويجتمع المجلس كل ستة أشهر، وتبقى مناقشاته ومشاوراته سرية.
ويُنتخب أعضاء المجلس الـ86 بالاقتراع المباشر على مدى ثماني سنوات. ويحق لكل إيراني يبلغ من العمر أكثر من 15عاماً الإدلاء بصوته. وعلى جميع المرشحين أن يكونوا متخصصين في الفقه الإسلامي وأن يكونوا قد حازوا صفة “مجتهد” في الدين. ويختار المرشحين مجلس صيانة الدستور ذا الغالبية المحافظة.
ورفض المجلس الحالي ثلثي المرشحين، واختار 164 مرشحاً، كلهم من الذكور.
أما نتيجة الانتخابات البلدية فستكون موضع مراقبة عن كثب لأن فوز المحافظين في هذه الانتخابات عام 2003 شكل تمهيداً لفوزهم في الانتخابات التشريعية عام 2004 ثم للانتخابات الرئاسية.
ويشكل الاقتصاد أحد أبرز الهواجس لدى الناخبين الذين يواجهون التضخم وبطالة في صفوف الشبان ونمواً يستند بشكل شبه حصري إلى ارتفاع عائدات النفط.
ودفع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأوّلية آية الله خامنئي الى حث الحكومة على بذل جهود إضافية لمحاربة التضخم.
وستكون عمليتا الانتخابات اختباراً لقدرة الإصلاحيين على تحسين مواقعهم بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية التي تلت إعادة انتخاب محمد خاتمي عام 2001 في الرئاسة.
وقد خسر الإصلاحيون الانتخابات الرئاسية عام 2005 بسبب عدم قدرتهم على الاتحاد خلف مرشح واحد وتفكك قاعدتهم الانتخابية.
لكنهم تمكّنوا هذه المرة من تقديم لائحة موحدة للانتخابات البلدية في العاصمة والمدن الكبرى خلافاً للمحافظين. وأصبحت الشوارع تزخر بملصقات بألوان زاهية تؤيد الائتلافات المختلفة كما أنها تلصق على واجهات المتاجر. وكتب على إحدى اللافتات “فلنكن يداً واحدة ونعيد بناء طهران”.
ويصر حلفاء نجاد على عزل قائد الشرطة السابق محمد باقر قليباف من منصب رئيس بلدية طهران. الذي كان منافساً لنجاد في الانتخابات الرئاسية عام 2005.
ويقول محللون سياسيون إن قليباف يتمتع بدعم خامنئي الذي له الكلمة العليا في كل شؤون إيران لكن أحمدي نجاد يشك في توجهاته السياسية ويرى أنّه منافس محتمل على الرئاسة.
ويقول إصلاحيون ومحافظون أكثر اعتدالاً، انشق بعضهم عن معسكر نجاد، إنهم سيدعمون رئيس البلدية الحالي الذي يحظى بشعبية بين سكان طهران إذا تمكنوا من السيطرة على المجلس.
لكن الاستياء من الإصلاحيين ما زال كبيراً فيما شعبية نجاد زادت منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ولم يتسن الحصول على استطلاعات للرأي يعتمد عليها ولكن محللين سياسيين يقولون إنه رغم جهود وضع قوائم بالناخبين، فإن النتيجة الأكثر ترجيحاً هي مجلس منقسم وخلاف متشعب حول الرئيس المقبل للبلدية.
( ا ف ب، رويترز)