بدا أمس أن الدول الكبرى الست، التي تسعى لاستصدار قرار دولي بشأن إيران، بدأت تذلل العقبات التي تقف في طريق فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي، ما يزيد من فرص خروجه إلى العلن قبل نهاية الشهر الجاري، وذلك بعدما أكدت الأطراف المعنية أنها حققت «تقدماً جوهرياً» خلال المباحثات التي جرت أول من أمس في نيويورك.وحصل هذا التقدم رغم التباين الحاصل بين الموقفين الروسي والأميركي في موضوع العقوبات؛ فروسيا تريد رفعها في حال إذعان إيران لمطالب الغرب، بينما تريد الولايات المتحدة أن يدرس مجلس الأمن فقط اتخاذ إجراء بشأن ذلك.
وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، للصحافيين بعد اجتماع لمفاوضين كبار من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين في نيويورك أول من أمس، “أجرينا المناقشات المعتادة التي نجريها في المراحل النهائية للقرار”، مشيراً إلى أنه “تم الاتفاق على قضايا مبدئية مهمة”.
وأضاف تشوركين أن الدول الست، ورغم خلافات لا تزال قائمة على بعض النقاط وخصوصاً العقوبات الفردية، “توصلت الى تفاهم أساسي على ضرورة التركيز على تخصيب اليورانيوم ومعالجته والمفاعلات النووية التي تعمل على الماء الثقيل والصواريخ البالستية”.
وكان تشوركين قد أوضح أنه يريد حذف القائمة الخاصة بفرض حظر السفر على شخصيات إيرانية، وأن تحدد لجنة العقوبات المنبثقة عن مجلس الأمن الأفراد أو المؤسسات التي تنطبق عليها عقوبة حظر الأموال، وهي عملية قد تستغرق أشهراً، موضحاً أن “حظر السفر غير مناسب”.
وعلى النقيض من ذلك، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة تريد تقوية لجنة العقوبات والسماح لها بالحكم في أي استثناءات للحظر.
إلا أن وزارة الخارجية الأميركية وصفت التعديلات التي فرضها نائب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، اليخاندرو وولف، على المسودة الأوروبية بأنها “طفيفة”.
أما المندوب البريطاني، أمير جونز باري، فقال من جهته إن الدول الست “عقدت اجتماعاً مفيداً حقاً (الأربعاء)، وحققت تقدماً جوهرياً”.وأضاف “نأمل أن تنتهي المفاوضات هذا الأسبوع وأن يجري المجلس تصويتاً قبل عيد الميلاد”.
بدوره، تحدث المندوب الفرنسي جان مارك دو لا سابليير أيضاً عن “تقدم” في المفاوضات.
وفي موسكو، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، يوري بالويفسكي، إن “العقوبات في الأساس غير مجدية في حل المشاكل وخاصة في ما يخص إيران”، مشيراً الى أن فرض عقوبات من مجلس الأمن الدولي على طهران يمكن أن يكون سبباً لتوقف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني في المستقبل القريب.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب، مهر)