الموقف الفرنسي الرافض «بعناد» لأي اتصال مع الأسد يهيمن على قمة بروكسل تبنى زعماء الاتحاد الأوروبي خلال قمة عقدوها على مدى اليومين الماضيين في بروكسل، الموقف الفرنسي المتشدد الرافض «بعناد» لأي اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي طالبوا بلاده بالعمل على «إشاعة الاستقرار» في لبنان والامتناع عن التدخل في شؤونه، ووجهوا انتقاداً شديداً لإيران لـ“التأثير السلبي” لسياساتها “على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط”.
وكرر الاتحاد الأوروبي، في البيان الختامي لقمة بروكسل، التأكيد على دعم الرئيس فؤاد السنيورة، داعياً إلى إظهار الاحترام الكامل للمؤسسات الديموقراطية اللبنانية. وقال إنه “يتعين على سوريا أن تنهي كل أشكال التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وان تشارك بنشاط في إشاعة الاستقرار في لبنان والمنطقةكما ندد الاتحاد الأوروبي باغتيال وزير الصناعة بيار الجميل و“أي محاولة من جانب قوى داخلية أو خارجية لزعزعة استقرار لبنان من خلال الاغتيالات السياسية أو أعمال إرهابية أخرى”. كما حث البيان غسرائيل على وقف انتهاكاتها للمجال الجوي اللبناني.
وتناول القادة الأوروبيون إيران وسوريا في بيان منفصل عن تدهور الوضع في لبنان، مشددين على أن “من الضروري أن يصب أداء سوريا في تطوير علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الأوروبي”.
وطالب البيان الختامي، الذي تمت صياغته بعدما بحث وزراء الخارجية موضوع الشرق الأوسط على مأدبة عشاء القمة، سوريا بأن تعترف وأن تتعاون مع المحكمة الخاصة المكلفة مهمة محاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وتعكس صياغة الاتحاد الأوروبي في ما يبدو تغلب الخط المتشدد الذي تنتهجه فرنسا نحو دمشق على خط الدول الأعضاء الأخرى التي تريد تطوير علاقات أفضل مع سوريا الآن.
وهذا ما أكده رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، الذي سلط الضوء على الخلافات بين الزعماء الأوروبيين بشأن كيفية التعامل مع الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال برودي، في تعقيب أدلى به في اليوم الثاني من القمة الاوروبية: “إذا كانت أوروبا موحدة، فستكون أقوى في العالم. في أوروبا، نتفق مع ألمانيا وبريطانيا على أننا نحتاج إلى الحديث مع الأسد. فرنسا ترفض بعناد بالغ أي اتصال”.
وفي الموضوع الإيراني، أعرب قادة الاتحاد الأوروبي عن “قلقهم البالغ للتصريحات الأخيرة للحكومة الإيرانية حول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأعضاء فيه، إضافة إلى تهديداتها لإسرائيل والتدهور المستمر لحقوق الإنسان والحريات السياسية لمواطنيها”.
وأعربوا مجدداً عن “أسفهم” لرفض إيران عرض التعاون الأوروبي الذي قدم في السادس من حزيران الماضي، في ضوء عدم تعليقها أنشطة تخصيب اليورانيوم، مذكرين بأنهم يدعمون المشاورات التي يشهدها مجلس الأمن الدولي لإقرار عقوبات بحق طهران.
ودان الاتحاد الأوروبي كذلك “أي نفي، كلي أو جزئي، لحصول المحرقة اليهودية بصفتها حدثاً تاريخياً، ورفض تالياً بشدة أهداف المؤتمر حول المحرقة الذي أقامته السلطات الإيرانية”.
أما في ما يتعلق بالسياسات الداخلية الإيرانية، فأعرب الاتحاد عن بالغ قلقه من تواصل تدهور أوضاع حقوق الإنسان والحريات السياسية في البلاد.
وفي الشأن السوداني، عبر قادة الدول والحكومات الأوروبية الـ25، عن “قلقهم البالغ من الحالة المرعبة في دارفور” ومن “تصاعد العنف”، مطالبين بـ“وقف فوري للأعمال العدائية”. وأعربوا عن “قلقهم الشديد” من انعكاسات النزاع في هذا الإقليم “المزعزع للاستقرار” على مجمل المنطقة، ولا سيما على تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
والتزم الاتحاد الاوروبي مجدداً “بتعزيز” شراكته مع أفريقيا، ولا سيما من خلال عقد قمة بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي خلال عام 2007، يتم تأجيلها منذ ثلاث سنوات.
وصادق البيان الأوروبي، على تعليق ثمانية من الفصول الـ35 لمفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد بعدما رفضت أنقرة فتح مطاراتها وموانئها أمام السفن والطائرات القبرصية اليونانية.
وتعهد البيان وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى دول الاتحاد الـ25، عن طريق زيادة المساعدات المقدمة للدول الأفريقية الفقيرة ومنح تصاريح عمل مؤقتة للأجانب.
وأعلن الأعضاء الـ25 في الاتحاد الأوروبي، في بيان عن أفغانستان، ،ن “الاتحاد سيدرس سبل تعزيز عملياته، ولا سيما بدراسة إمكان إرسال بعثة مدنية (في إطار السياسة الأوروبية للأمن والدفاع) في مجال حفظ الأمن وبشكل أوسع قضية دولة القانون وظروف إنجاز هذه المهمة”. وأضاف أن “أفغانستان تمر بمرحلة خطيرة” و“الاتحاد الأوروبي مستعد لتعزيز جهوده”.
( أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب)