strong>الرفض الأميركي المتكرر للحوار مع سوريا، لم يمنع الزيارات المتواصلة
للمسؤولين الأميركيين، ولا سيما الديموقراطيين، إلى دمشق، في تحوّل حتمي للتوجه الأميركي بعد تقرير بيكر ــ هاملتون
أكد الرئيس السوري بشار الأسد للسيناتورين الديموقراطيين الاميركيين جون كيري وكريستوفر دود، اللذين التقاهما أمس لدى عودته إلى دمشق من روسيا، دعم سوريا لما يتفق عليه اللبنانيون، في وقت رفضت فيه إدارة الرئيس جورج بوش دعوته إلى الحوار معها، وطالبته بوقف مساعدة حزب الله في لبنان.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أنه جرى خلال اللقاء بين الأسد وكيري ودود “استعراض توصيات تقرير لجنة بيكر ــ هاملتون”. وجدد الأسد “موقف سوريا الثابت من عملية السلام واستعدادها الدائم لتحقيقه تحت رعاية دولية نزيهة”.
كما جرى “استعراض الاوضاع في العراق وتم التأكيد على دعم العملية السياسية الجارية وصولاً إلى جدولة انسحاب القوات الاجنبية من هناك والحفاظ على وحدة العراق واستقراره ووقف أعمال العنف فيه”.
وعرض الجانبان، بحسب الوكالة نفسها، “الاوضاع المتردية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وشددا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية بين الفلسطينيين”.
وأضافت الوكالة أن الأسد استمع من السيناتورين الى نتائج زيارتهما للمنطقة، مجدداً دعم سوريا “لكل ما يتفق عليه اللبنانيون بعيداً عن أي تدخلات خارجية”.
والتقى كيري، وهو نائب في ولاية ماساتشوستس، ودود، عن ولاية كونكتيكت، وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وقالت “سانا” ان المعلم شدد على “ضرورة ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة استناداً الى قرارات مجلس الامن الدولي ومرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام، بهدف تحرير الاراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري”.
وشدد الوزير على “اهمية ان تضطلع الولايات المتحدة بدورها راعياً نزيهاً في عملية السلام بما يساهم في تحقيق الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط”.
وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات الدولية والإقليمية، وخصوصاً ما يتعلق بالتطورات الجارية في فلسطين ولبنان والعراق.
وقالت صحيفة “الوطن” السورية المستقلة أمس إن “الزيارة تأتي على خلفية توصيات لجنة بيكر ــ هاملتون بشأن العراق، والتي دعت إلى محادثات مع دمشق وإشراكها في المساعي الهادفة إلى إحلال الأمن والاستقرار في العراق وإنهاء الأزمة هناك”.
وكان الاسد قد قال في موسكو أول من أمس، ان بلاده “منفتحة على الحوار” مع الولايات المتحدة لكنها لن تقبل بـ “اي تعليمات” من واشنطن.
وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك بالقول “لا نطلب منهم تنفيذ تعليمات الولايات المتحدة او غيرها”. وأضاف أن “هناك الكثير من الامور التي يستطيعون عملها ليتحولوا الى قوة ايجابية في المنطقة”. وتابع “لذلك انهم لا يحتاجون إلى تعليمات من احد. يمكنهم البدء بتنفيذ مطالب جيرانهم... للأسف، حتى اليوم لم يختاروا القيام بذلك، بل اختاروا العمل في الاتجاه المعاكس 180 درجة وربط انفسهم بالنظام الايراني ومع غيره من المجموعات الارهابية”.
وشدد ماكورماك على أنه “اذا كانت (سوريا) تريد أداء دور ايجابي في لبنان، فيجب عليها عدم تقديم مساعدة لحزب الله لتنظيم تظاهرات في الشوارع ووقف عرقلة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وتقديم المسؤولين عنه إلى القضاء”.
(سانا، رويترز، أ ف ب، د ب أ)