strong> السيستاني يشترط وحدته لمباركة جهود تشكيل «الجبهة المعتدلة»
نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن المرجع آية الله السيد علي السيستاني «وافق بشكل مؤقت» على ائتلاف تدعمه الولايات المتحدة يضم الشيعة والسنة والأحزاب الكردية، ويهدف إلى عزل المتطرفين، وبشكل خاص «جيش المهدي» الذي يقوده السيد مقتدى الصدر.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أميركيين أُبلغوا عبر الوسطاء بأن السيستاني «بارك فكرة تشكيل جبهة معتدلة»، من خلال المفاوضات التي تجري الآن من أجل تشكيل ائتلاف بين كل من الحزبين الكرديين الرئيسيين وقادة «الحزب الإسلامي» و«المجلس الأعلى للثورة الإسلامية».
وقال النائب عن الائتلاف الموحد همام حمودي إن السيستاني حدد في لقاءاته الأخيرة مع السياسيين الشيعة شروطه التي تشدد على أن الائتلاف الجديد يجب أن يحظى بموافقته الكاملة. وأوضح أن المطلب الأساسي للمرجع الشيعي هي أن أي إعادة اصطفاف سياسية يجب «أن تحفظ وحدة» الكتلة الشيعية البرلمانية التي تضم 130 عضواً تحت اسم «الائتلاف العراقي الموحد».
ومع ذلك، فإن بعض المسؤولين العراقيين يقولون إن الائتلاف الجديد سيؤدي إلى انقسامات جدية في الكتلة الشيعية الحاكمة، لأن من غير المحتمل أن يوقّع الصدر على قرار الانضمام إليه.
إلا أن القيادي في «المجلس الأعلى»، هادي العامري أكد أمس أن «الاتجاه السائد حالياً» بين الأطراف الرئيسية في العملية السياسية العراقية هو «الإبقاء» على الائتلاف الحكومي القائم والتخلي عن فكرة تشكيل ائتلاف سياسي جديد.
ورأى العامري، الذي يترأس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان و«منظمة بدر»، أن «كل من يفكر أن من الضروري بأن نوجه ضربة إلى التيار الصدري يرتكب خطأً استراتيجياً كبيراً».
ودافع النائب العراقي بقوة، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، عن «التيار الصدي»، مشيراً إلى أن «من يريد إقصاءه من العملية السياسية مجنون»، وإلى أنه «قوة سياسية موجودة على الساحة وشاركت في الانتخابات وفي العملية السياسية وإن كانت لديها مشكلة مع الحكومة فيمكن تسويتها».
في هذا الوقت، نقلت قوات الاحتلال الأميركية إلى القوات العراقية أمس المسؤولية الأمنية الكاملة عن النجف، المحافظة الثالثة التي يتولى العراقيون الإشراف على الأمن فيها.
وقال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي، في كلمة ألقاها للمناسبة، إن هذا «إنجاز يضاف إلى الإنجازات السابقة»، مضيفاً: «سننقل بعد أيام المسؤوليات الأمنية في محافظات كردستان الثلاثة (السليمانية وأربيل ودهوك)».
ميدانياً، قتل 26 عراقياً وأصيب حوالى 50 آخرين في هجمات متفرقة في العراق أمس، بينهم 15 قضوا في انفجار سيارتين في بغداد، فيما أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده وإصابة 6 آخرين في حادثين وقعا في العاصمة.
وقال مسؤول طبي عراقي أمس، إن عدد الجثث، التي وصلت إلى مشرحة بغداد خلال شهر تشرين الثاني بسبب أعمال العنف، بلغ نحو 1200، أي بانخفاض نحو 400 عن الشهر السابق.
إلى ذلك، أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير عدل عن إعلان جدول زمني لانسحاب القوات من العراق بعد لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش أوائل الشهر الجاري.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)