حثّ رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس زعماء العالم على أن يكونوا أكثر جرأة في تأييد المعتدلين ضد «قوى التطرف» في إيران التي قال إنها تريد «توريطنا في لبنان والعراق وفلسطين».وقال بلير، أمام حشد من رجال الأعمال في دبي، آخر محطات جولته في الشرق الأوسط، إن إيران «تدعم علانية الإرهاب في العراق، وتقوّض الحكومة اللبنانية، وتعرقل عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية».
ودعا بلير الزعماء «المعتدلين» في أنحاء الشرق الأوسط لينضموا إلى «صراع رهيب» بين الديموقراطية والتطرف، مضيفاً: «يجب أن نعترف بالتحدي الاستراتيجي الذي تمثله حكومة إيران، وليس شعبها، وربما ليس كل عناصر الحكم، بل أولئك المسؤولون حالياً عن سياستها». ورأى بلير أنّ إيران تريد «توريطنا في لبنان وفي العراق وفي فلسطين».
لكن طهران سارعت إلى الرد على تصريحات بلير بالقول إنها تهدف إلى «تقسيم المنطقة وتشكل عامل توتر وتطرف».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني إنّ السياسة التي يتبعها بلير والرئيس الأميركي جورج بوش «تولد الكراهية بين الشعوب».
بدوره، هاجم زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار البريطاني المعارض مانزيس كامبيل دعوة بلير إلى إقامة «تحالف الاعتدال» في مواجهة إيران.
وقال كامبيل، في بيان، إن تصريحات بلير عن الاعتدال «تتناقض بشكل صارخ مع سجله العسكري في الشرق الأوسط»، مضيفاً أنه كان يمكن لهذه الدعوة «أن تحظى بصدقية أكبر، لو أن سياسته الخارجية أظهرت بعض الاستقلالية عن البيت الأبيض».
الى ذلك، كشفت صحيفة الـ«تايمز» أنّ مسؤولين حكوميين بريطانيين حثوا بلير على استخدام المحطة الأخيرة في جولته الشرق أوسطية، أي الإمارات، للترويج للأسلحة البريطانية.
وذكرت الـ«تايمز» أن بلير «أُبلغ قبل وصوله إلى الإمارات، أنّ دبي تسعى إلى تحديث أسطولها من طائرات التدريب، وتمت الإشارة إلى «بي إيه إي سيستمز»، أضخم شركات صناعة الأسلحة في بريطانيا في وثيقة الإيجاز».
وأضافت الصحيفة أنَّ الإمارات «انتابتها الريبة من زيارة بلير، وهي الأولى له إلى هناك، وخاصة أنَّ الكثير من التذمر أحاط بإجراءات الإعداد للزيارة العام الماضي»، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء لم يظهر بشكل علني مع قادة الإمارات، على النقيض مما فعل في المحطات السابقة من جولته.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)