واشنطن ــ عمر أحمد
لا يمكن عزل تعيين عادل الجبير سفيراً لدى واشنطن عن الوضع في المنطقة، والمواقف السعودية منها، لا سيما لجهة التشدد تجاه إيران، وهو ما يرجح أن يمثله الجبير، المقرّب من الأمير بندر بن سلطان

بات من شبه المؤكد أن يتولى عادل الجبير منصب السفير السعودي لدى واشنطن، على أن يتولى مهماته في مطلع شباط المقبل. ورغم أن الحكومة السعودية لم تصدر بعد تأكيداً لهذا الخبر، فإن مصدراً دبلوماسياً أميركياً أبلغ «الأخبار» أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قرر فعلياً تعيين الجبير. وأضاف أن الرياض أبلغت وزارة الخارجية الأميركية بهذا التعيين يوم الأربعاء الماضي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك، قد رفض أول من أمس نفي نبأ تعيين الجبير أو تأكيده، مشيراً إلى أن هناك العديد من الخطوات التي تسبق الإفصاح عن المرشح لهذا المنصب، بينها الانتظار حتى يعلن البلد صاحب الترشيح ذلك بنفسه.
ويتولى الجبير منذ سنوات منصب مستشار الشؤون الخارجية للملك السعودي منذ كان ولياً للعهد.
والجبير، الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، تلقّى تعليمه في جامعتي شمال تكساس وجورج تاون، التي حصل منها على شهادة الماجستير. وقد احتضنه السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة، الأمير بندر بن سلطان، حيث عينه في منتصف الثمانينيات مسؤولاً إعلامياً في السفارة، ليصبح فيما بعد مساعداً خاصاً لبندر.
وبعد التحاق عادل الجبير بديوان الملك عبد الله، خلفه في واشنطن شقيقه نائل، الذي سرعان ما استبدله الأمير تركي الفيصل بجمال خاشقجي، الذي كان يعمل معه في لندن.
ويذكر أن إحدى شقيقات الجبير تعمل أيضاً في السفارة السعودية في الولايات المتحدة.
ويعدّ الجبير من الأقلام المألوفة فى الصحف الأميركية والمتحدثين المفوهين للإعلام الأميركي، وخصوصاً بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، التي يتهم بها نحو 15 سعودياً، ليرد على الاتهامات والانتقادات الحادة في وسائل الإعلام الأميركية، التي كانت تهاجم السعودية وتشكك في صدق تحالفها وصداقتها للولايات المتحدة، وأنها توفر الدعم لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.
فقد ظهر الجبير على شبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن» وغيرها من شبكات التلفزة في العام الماضي، ليدحض ما يقال عن أن بن لادن لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة في السعودية، وحضر إلى واشنطن لاحتواء ردود الفعل الصهيونية واليمينية الأميركية على التصريح الذي كان قد أدلى به الملك عبد الله في عام 2004 بأن «ايادي صهيونية تقف خلف 95 في المئة من الهجمات الإرهابية».
وقال الجبير، في معرض رده، إن «بن لادن يريد تقويض الحكومة السعودية»، داعياً الأميركيين إلى ضرورة إدراك أن «من ينتقدون السعودية بطريقة عدائية في الولايات المتحدة وفي إسرائيل إنما يشاركون اسامة بن لادن في هدفه ومن ارتكبوا هذه الأفعال».
ويثير تعيين الجبير تساؤلات في أوساط المتابعين للسياسة السعودية، حيث يعتقد البعض أن التعيين يعكس مدى نفوذ بندر بن سلطان، الذي يدعو إلى تبنّي موقف البيت الأبيض المتشدد تجاه المنطقة، وخصوصاً في ما يتعلق بإيران، مثلما يعتقد أن استقالة تركي الفيصل المفاجئة بعد 15 شهراً من توليه منصبه تعكس حالة الانقسام داخل العائلة السعودية الحاكمة في الرياض إزاء المدى الذي يجب أن تذهب إليه العلاقات مع الولايات المتحدة، وحول السياسة التي يجب أن تتبعها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تجاه المنطقة.
وكان تركي الفيصل، خلافاً لسلفه، ابن عمه بندر بن سلطان، ينتمي إلى التيار الذي يحذر من انتهاج سياسة عدائية متشددة تجاه إيران. بل دأب على انتقاد السياسة الأميركية بهذا الشأن وأيضاً بشأن الصراع العربي ــ الإسرائيلي والعراق.
وتؤكد مصادر مطلعة أن الجبير لم يُعرف عنه أنه من أنصار التيار الذي يمثله أبناء الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز، بل هو يميل إلى من يطلق عليهم مجموعة «السديرية» رغم أن الملك السعودي الحالي ليس أحدهم.