هل تسقط بيداوة؟ هذا هو السّؤال المحوري الذي يطرح نفسه عند مقاربة المرحلة الحالية من الصّراع في الصّومال. التّصعيد متبادل بين المحاكم الاسلامية من جهة والحكومة والقوّات الإثيوبيّة الدّاعمة لها من جهة أخرى، وعرض العضلات العسكريّة يستمرّ عبر مواجهات عنيفة، صيغة الانتصار الوحيدة فيها هي «من يسيطر على آخر القلاع»، أي «من يسيطر على بيداوة».فقد تدهور الوضع العسكري في الصومال أمس على نحو خطير، بعد احتدام المعارك بين الإسلاميين والقوات الحكومية المدعومة من إثيوبيا، وسط تصريحات حكوميّة واثقة «من التصدّي بفاعلية لأيّة محاولة هجوم تشنّها المحاكم الإسلامية على بيداوة».
وأعلنت الحكومة أمس أن معارك اندلعت في مدينة ثالثة، إلى جانب إدالي ودانوداي، هي دنسور التي تقع على بعد 120 كيلومتراً جنوبي بيداوة.
ولم يتحدث الطرفان، حتى يوم أمس، عن دنسور، المدينة التي يسيطر عليها الاسلاميون وتبعد 60 كيلومتراً جنوبي إدالي. وإذا تأكدت المعارك في دنسور، فذلك يعني أن القوّات الحكوميّة تقدّمت في هذا المحور.
وقالت مصادر صوماليّة لـ«الأخبار» إنّ القوّات الصومالية نجحت أمس فى صدّ هجوم شنّته ميليشيات المحاكم الإسلامية على مشارف مدينتي «بور هكبة» و«دنسور» على الطريق بين بيداوة والعاصمة مقديشيو. وأوضحت المصادر أن المحاكم خسرت نحو 250 من عناصرها في اشتباكات أمس، في مقابل فقدان القوات الحكومية نحو 80 عنصراً ما بين قتيل وجريح.
وقال وزير الإعلام في الحكومة الانتقالية علي جاما، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: إن «الحصيلة التي حصلنا عليها من الجبهتين تتجاوز 500 قتيل إسلامي، معظمهم أطفال أبرياء. المعارك تشتدّ في منطقة دنسور حيث ثلاثون في المئة من الإسلاميّين هم مقاتلون اجانب».
وأضاف جاما أن «الاسلاميين هم الذين أعلنوا الحرب الشاملة. النّاس لا يفكّرون في مفاوضات السلام في هذه اللحظة. الحرب مستمرّة ما داموا يهاجموننا، واذا لم يتوقّفوا فسنتقدّم نحو مواقعهم»، مؤكّداً أنّ «عناصر ميليشيا المحاكم يعانون ويفرّون من مواقعهم ولن أفاجأ اذا فتحوا جبهة جديدة في وسط الصومال».
ونفى الوزير الصومالي وجود قوّات إثيوبيّة تقاتل «لأنّ الحكومة قادرة على خوض معاركها بنفسها».
وفي دلالة على حدّة المواجهات، أرسلت أديس أبابا، التي كرّرت أمس تحذيرها للإسلاميين وطالبتهم بإنهاء «انشطتهم المناهضة لإثيوبيا»، دبّابات وعربات قتال بالإضافة إلى ثلاث طائرات هليكوبتر إلى مناطق القتال لتعزيز مواقعها.
وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية الإثيوبيّة إن «الوضع في الصومال انتقل من سيئ الى اسوأ» مشيراً الى أن «إثيوبيا تحلّت بالصبر حتى الآن، وهناك حدّ لذلك».
وأكّدت وزارة الإعلام في أديس أبابا، في بيان أمس، أنّ «القوّات الإسلاميّة تعرّضت لضربة شديدة جداً خلال الهجوم المضاد الذي شنته القوّات المشتركة وتكبّدت خسائر جسيمة».
في المقابل، ذكر مصدر فى المحاكم الإسلامية أمس أنّ «المئات من قوّات المحاكم ستتّجه اليوم إلى جبهات القتال استعداداً لخوض معركة حامية الوطيس لإجبار القوات الإثيوبية والصومالية على التراجع إلى محيط مدينة بيداوة».
وأعلن الأمين العام لمجلس شورى المحاكم محمود شيخ إبراهيم، أن «قوّات الميليشيات تتأهّب في غضون اليومين المقبلين لخوض حرب شاملة ضد إثيوبيا».
(أ ف ب، رويترز، د ب أ، الأخبار)