تمّّ الاتفاق على مطالب «التيار الصدري»، وبقي مطلب واحد هو جدولة الانسحاب، سيتم التشاور في شأنه لتكتمل شروط عودة التيار الى الحكم. هذا ما أعلن في النجف. لكن يبدو أن بين طيّات هذا الإعلان قرار «صدري» بعدم التراجع، وخاصة أنه يعلم صعوبة تحقيق مطلبه. وبالتالي قد يتشدد في موقفه انطلاقاً من علمه بصعوبة التخلي عنه في العملية السياسية، لا من أمله بتحقيق فعلي لجدولة الانسحابطغت المساعي لإقناع «التيار الصدري» بالتراجع عن قراره بتعليق عضويته في الحكومة والبرلمان على الساحة السياسية العراقية خلال اليومين الماضين، إلا أن المباحثات انتهت بين الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ووفد «الائتلاف العراقي الموحد»، في النجف أول من أمس، من دون اتفاق على عودة التيار الى العملية السياسية بسبب إصرار زعيمه مقتدى الصدر على جدولة انسحاب قوات الاحتلال، في وقت استمرت الاشتباكات بين الشرطة و«جيش المهدي» في مدينة السماوة، حيث سقط العديد من القتلى منذ يوم الجمعةوقال عضو الهيئة السياسية لـ«التيار الصدري»، أبو فراس المطيري، لوكالة «فرانس برس» في النجف مساء أول من أمس، إنه خلال المحادثات بين وفد الائتلاف والسيد الصدر «تم الاتفاق على مجمل المطالب التي قدمناها، ولكنّ هناك مطلباً واحداً لم يتم الاتفاق بشأنه، وهو جدولة خروج قوات الاحتلال». وأضاف «سيبحث هذا المطلب خلال اللقاءات التي ستعقد في الأيام القليلة المقبلة».
وقال رئيس وفد «الائتلاف»، نائب رئيس البرلمان العراقي خالد العطية (من كتلة الشيعة المستقلين)، إن «اللقاء كان إيجابياً»، موضحاً أن الصدر «قال إننا بحاجة إلى التروّي وإلى المزيد من اللقاءات، وسيتّخذ قراره بعد عطلة العيد» أي مطلع العام المقبل.
وقال النائب عن «الائتلاف الموحّد» ــ حزب الدعوة ــ (الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي)، حيدر العبادي، إن مطالب التيار الصدري تتمثل في «الإسراع بتسلّم الملف الأمني من قبل الحكومة العراقية وجدولة خروج قوات الاحتلال». وأضاف ان «الأمور تسير باتجاه الحل ،والإخوة في التيار الصدري سيعودون خلال الأيام القليلة المقبلة» الى الحكومة.
ويعدّ هذا أول اجتماع بين وفد من «الائتلاف» ومقتدى الصدر منذ أن علقت حركته مشاركتها في الحكومة والبرلمان العراقيين نهاية الشهر الماضي، احتجاجاً على اجتماع المالكي مع الرئيس الأميركي جورج بوش في عمان.
وكان وفد الائتلاف قد التقى، صباح أول من أمس قبل اجتماعه مع الصدر، المرجع آية الله علي السيستاني.
ونقل النائب عن حزب «الدعوة» علي الأديب عن السيستاني أن «رأيه بتشكيل جبهات متعددة سلبي، ونحن بدورنا لا نؤيد مثل هذا التكتلات»، في إشارة الى المشاورات التي جرت على مدى الأسابيع الأربعة الأخيرة في بغداد بتشجيع من الولايات المتحدة من أجل تشكيل جبهة سياسية جديدة يستبعد منها «التيار الصدري». وأكد النائب عن «الائتلاف» كريم العنزي أن السيستاني «أكد على وحدة الكلمة، وضرورة أن يكون الائتلاف متماسكاً»، في إشارة الى رفضه إقصاء «التيار الصدري».
ووصفت «الكتلة الصدرية» في مجلس النواب لقاء وفد «الائتلاف» مع السيستاني والصدر في النجف بـ«المثمر والإيجابي والناجح جداً».
وقال رئيس الكتلة النائب نصار الربيعي أمس إن «السيستاني أكد على الحالة الداخلية للائتلاف، ونفى أن يكون مؤيداً للتكتل الجديد». وأضاف ان اللقاء بالصدر «انصبّ على موضوع وحدة الائتلاف العراقي الموحد والا تقدم السياسة على الدين، اذ يسعى المخطط الغربي إلى إسقاط المرجعية الدينية والجانب العقائدي فيها».
في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات التي اندلعت الجمعة بين الشرطة العراقية و«جيش المهدي» بعد هدنة استمرت لساعات ليل السبت الأحد. وقال مصدر أمني إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا، بينهم شرطي وأصيب خمسة آخرون إثر الاشتباكات التي تجددت صباح أمس.
واتهم رشيد السماوي عضو مكتب الصدر في السماوة الشرطة العراقية بقيامها بالاعتداء على المصلّين واعتقال إمام الجمعة.
وكانت الشرطة العراقية قد أعلنت أول من أمس مقتل خمسة من رجالها، ومدنيّ وإصابة نحو 15 آخرين إثر الاشتباكات. كما عثرت الشرطة، أول من أمس، على 50 جثة بها أعيرة نارية، ويحمل معظمها آثار تعذيب في بغداد وجنوبها.
وقتل سبعة من رجال الشرطة العراقية في تفجير انتحاري في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) أمس، فيما أعلن الجيش الأميركي مقتل خمسة من جنوده في حوادث منفصلة في بغداد أول من أمس.
الى ذلك، تسلّم الرئيس الأميركي جورج بوش من وزير دفاعه روبرت غيتس تقريراً حول نتائج زيارة هذا الأخير إلى بغداد، وذلك خلال اجتماع في منتجع كامب ديفيد أول من أمس، حضرته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ومستشار بوش للأمن القومي ستيفن هادلي ومساعده جاك كراوتش.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، الأخبار، أ ب)