شنّت القوات الإثيوبية أمس «هجوماً مضاداً» على الاسلامين في الصومال، حيث قصفت الطائرات الإثيوبية أحد معاقلهم، في اول هجوم من نوعه منذ تجدد الاعمال العدائية الأسبوع الماضي.وأعلنت أديس بابا أن صبرها «قد نفد إزاء استفزازات المتطرفين واعتداءاتهم»، فقررت «استخدام حقها المشروع في الدفاع عن النفس».
وأفاد قائد عسكري اسلامي وشهود عيان في منطقة كالابركا في وسط البلاد، بأن طائرات هجومية إثيوبية استهدفت احياء وضواحي هذه المدينة الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً الى شمال مدينة بلدوين التي يسيطر عليها الاسلاميون، على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من الحدود الإثيوبيةوقال الشيخ حسن ديرو، المسؤول الاسلامي في بلدوين، لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي من مقديشو، ان «اعداء الله (إثيوبيا) بدأوا بقصف مدنيينا بقنابل، انهم يستخدمون طائرات حربية، لا سيما ميغ، ويدمرون الصومال». وأضاف «لقد هاجمونا هذا الصباح، وتمكنّا من صدهم، وبعدما خسروا المعركة على الارض بدأوا الهجمات الجوية».
كما هاجمت القوات الحكومية الصومالية أمس، مدعومة من اديس ابابا، بلدتين خاضعتين لسيطرة مقاتلي اتحاد المحاكم الاسلامية وسط البلاد، في ما يمثّل اتساعاً لرقعة المعارك، التي كانت تتكثف في جنوب البلاد وخصوصاً في قطاع بيداوة، مقر مؤسسات الحكومة الانتقالية التي فقدت منذ اشهر السيطرة على اجزاء واسعة من الاراضي الصومالية امام زحف انصار «المحاكم».
واستعادت قوات الحكومة الانتقالية أمس السيطرة على مدينة ايدال الاستراتيجية (جنوب الصومال) التي كان الاسلاميون قد استولوا عليها أول من أمس، اثناء معارك اوقعت ما لا يقل عن 100 قتيل.
في غضون ذلك، أعلن مساعد الامين العام للشؤون السياسية في الجامعة العربية احمد بن حلي أمس، ان الاسلاميين والحكومة الانتقالية الصومالية اتفقوا هذا الاسبوع على استئناف محادثاتهم في الخامس عشر من كانون الثاني المقبل في الخرطوم، داعياً الطرفين الى وقف الأعمال العدائية.وقال بن حلي لـ«فرانس برس»، إن هذا الاتفاق «تم خلال زيارة لوي ميشيل (المفوض الاوروبي للتنمية) الذي زار الصومال في 20 كانون الاول».
كما دعا «مجلس التعاون الخليجي» أمس، الأطراف الصومالية المتقاتلة إلى «حقن الدماء ووقف الاقتتال الدائر وتغليب لغة الحوار لتجنيب الصومال والصوماليين أهوال الحروب ومآسيها».
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية «عن قلقه لما آلت إليه الأوضاع في الصومال جراء استمرار المعارك التي تزيد من خراب الصومال ودماره».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)