غزة ــ رائد لافي مع ظهور علامات ليونة في الأزمة الداخلية الفلسطينية تمثلت بالتحضير للقاء قريب يجمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية في عمان، وضعت الحكومة الفلسطينية أمام اختبار جديد تمثّل بتحرّك أميركي تحدّثت عنه الصحافة الإسرائيلية، يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مؤقتة في غضون عامين، وهو ما رفضته “حماس”.
ورأى هنية الخطة الأميركية “تدخلاً في الشؤون الفلسطينية، ومحاولة للعب على التوازنات السياسية الداخلية”، مطالباً الإدارة الأميركية بالاعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، بما فيها إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وإطلاق سراح كل الأسرى وعودة اللاجئين والمبعدين.
وقال هنية، في افتتاح الجلسة الأسبوعية للحكومة أمس في غزة: “نحن لا نثق بالسياسة والخطط الأميركية، ويجب على أميركا أن تعترف بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وغير ذلك يعتبر تلاعباً بالألفاظ ومحاولة لإنقاذ الحالة الداخلية الإسرائيلية”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ذكرت في عددها أول من أمس أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عقدت “حلقة دراسية شاركت فيها قيادات وزارة الخارجية الأميركية المعنية بالشرق الأوسط”، وعَرضت خلالها “أفكاراً خلاقة جديدة بهدف بلورة سياسة جديدة بديلة عن تقرير بيكر ــ هاملتون الذي لا يروق الرئيس جورج بوش”.
ووفقاً للصحيفة نفسها، فإن “خطة سياسية جديدة تبلورت عن الحلقة الدراسية”، ستطرحها رايس الشهر المقبل خلال زيارتها للمنطقة. وتدعو الخطة المؤلفة من ثلاث مراحل إلى إقامة دولة فلسطينية مؤقتة الحدود في غضون عامين، أي قبل نهاية ولاية بوش. وتتضمن المرحلة الأولى “لفتات طيبة إسرائيلية لتعزيز موقع عباس، وخلق أجواء تتيح التقدم في الاتصالات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي”.
أما المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، فتتضمن خطوات لتعزيز دور حركة فتح وإسقاط حركة «حماس»، فيما تشمل المرحلة الثالثة «مفاوضات بين عباس وإسرائيل تطرح نتائجها على استفتاء عام في الأراضي الفلسطينية، وفي أعقابه تقوم دولة فلسطينية في حدود مؤقتة».
في هذا الوقت، أعلن مصدر مسؤول في “حماس” أن هنية سيبدأ اليوم جولة خارجية تتضمن زيارة الأردن وأداء مناسك الحج ومن ثم تلبية دعوة رسمية من الكويت في السادس من كانون الثاني المقبل.
وتوقّع المتحدث باسم “حماس”، إسماعيل رضوان، أن يتوجه هنية إلى عمان قبل السعودية، في حال تنسيق تلبيته للدعوة الرسمية التي تلقاها أول من أمس في اتصال هاتفي من رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت، في إطار وساطة الملك عبد الله الثاني لجمع هنية وعباس.
وفي هذا الإطار، قال البخيت، في مؤتمر صحافي أمس، إن حكومته لمست “استعداداً وإشارات إيجابية” من كل من عباس وهنية لعقد لقاء بينهما. وأضاف أن الحكومة
الأردنية، بتوجيهها دعوة إلى هنية، لم تتخل عن قضية الأسلحة، التي تتهم “حماس” بتهريبها إلى الأردن، لكن “تسامى الأردن بهذا الخصوص، وتم تجميد هذه القضية في صالح قضية أهم هي وقف الاقتتال الفلسطيني الداخلي”.
وقال مسؤول أردني، لوكالة «رويترز»، إن البخيت أكد لعباس، خلال مباحثات في عمان أول من أمس، أنهم سيتركون مسألة اتخاذ قرار بشأن الاجتماع مع هنية «كاملة في يديه» تعبيراً عن التأييد الكامل للرئيس الفلسطيني.
وفي سياق الاتهامات المتبادلة بين «حماس» و«فتح»، طالبت «حماس» المجلس التشريعي باستجواب رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، داعية الحكومة إلى التحقق من دور الرئاسة في المشاركة في الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وأشار مصدر مسؤول في «حماس» إلى تصريحات المتحدثة باسم المراقبين الأوروبيين في معبر رفح، ماريا تيليريا، التي قالت فيها «إن اتفاقاً تمّ بين مسؤولين في الاتحاد الأوروبي ومسؤولين فلسطينيين ومصريين وإسرائيليين لمنع وزراء ومسؤولي حماس من جلب الأموال عبر معبر رفح».
كما أشار المصدر أيضاً إلى تصريحات عريقات التي أشار فيها إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك تعهد لعباس إيقاف الأموال على الجانب المصري من الحدود.