حذرت طهران أمس من أن اعتقال قوات الاحتلال الأميركية لعدد من الإيرانيين في العراق، بينهم دبلوماسيون، سيتمخض عنه تبعات «لا تحمد عقباها»، مؤكدة على أن الموقوفين دخلوا بغداد بناءً على دعوة الرئيس العراقي جلال الطالباني، الذي أكد الأمر، فيما حاول البيت الأبيض استغلال الموضوع للحديث عن موقوفين «أمنيين»، والمزايدة بإدراج القضية في إطار «التدخل الإيراني في الشؤون العراقية».ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني شجبه «القرار اللاقانوني الذي اتخذته القوات الأميركية المحتلة للعراق»، مؤكداً أن هذا العمل «يعدّ انتهاكا صارخاً لكل الأعراف والقوانين الدولية، وذلك لأن هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يزورون العراق تلبية لدعوة من الحكومة العراقية». وحمَّل حسيني «المحتلين المسؤولية» عن إطلاق سراح الدبلوماسيين الإيرانيين.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويسري لدى طهران، الذي ترعى سفارته المصالح الأميركية في إيران، وأبلغته الإجراء الذي قامت به القوات الأميركية «المناقض للأعراف الدبلوماسية».
بدوره، قال المتحدث باسم الطالباني، هيوا عثمان، إن إيرانيين اثنين «دُعيا من قبل الرئيس العراقي، تمّ إلقاء القبض عليهما من قبل الأميركيين، والرئيس مستاء من الاعتقالات»، مضيفاً أنهما «دُعيا في إطار اتفاق بين إيران والعراق من أجل العمل على تحسين الوضع الأمني». وأكد عثمان اعتقال إيرانيين اثنين فقط، ولكنه لم يستبعد أن يكون قد تم اعتقال إيرانيين آخرين.
وفي هذا السياق، أعلن عضو البرلمان العراقي جلال الدين الصغير، وهو أحد قياديي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم، أن دبلوماسيين إيرانيين اثنين «أوقفا مع مرافقيهما مساء الخميس، أثناء عودتهما من مسجد براثا وسط بغداد، حيث قدما تعازيهما له بوفاة والدته»، مضيفاً انه «لا علم له بأسباب أو خلفيات توقيفهما».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قد ذكرت أن الجيش الأميركي قام، خلال اليومين الماضيين، بتوقيف عدد من الإيرانيين في العراق، و«لا يزال على الأقل أربعة منهم، بينهم مسؤولون أمنيون، موقوفين».
وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أليكس كونانت، أول من أمس، أن بلاده ستنتظر نتائج التحقيق حول توقيف الإيرانيين «لنرى ما إذا كانا سيؤكدان تدخل إيران في الشؤون العراقية»، موضحاً أن «اثنين من الموقوفين يتمتعان بحصانة دبلوماسية، وسُلّما الى حكومة العراق. ونواصل العمل مع الحكومة العراقية لمعرفة وضع الموقوفين الآخرين».
ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن بين الإيرانيين الموقوفين «مسؤولين عسكريين كبيرين» على علاقة بوحدة تابعة لحرس الثورة الإسلامية، تقوم بتدريب مقاتلي حزب الله اللبناني.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)