strong>لم تقوَ الإدارة الأميركية على استهداف «التيار الصدري» في السياسة، كما أنها قد لا تتحمل مغبة الدخول في حرب معه، فلجأت إلى استهدافه عبر الاغتيالات «المموهة»، التي لا تقر بمسؤوليتها الكاملة عنها تحسباً لردود الفعل، كما أنها لا تنكرها، علَّها تفرِّغ عن جزء من سخطها على «الصدريين»خيَّم التوتر على مدينة النجف أمس بعد مقتل القيادي البارز في «التيار الصدري» صاحب العامري على يد قوات عراقية وأميركية، رغم تأكيدات التيار بأنه لن ينجر الى مواجهة مع القوات الاميركية، مشيراً إلى أن سيادة العراق باتت معدومة.
وأعلن الجيش الأميركي، في بيان، مقتل العامري خلال عملية مشتركة للقوات العراقية والأميركية في منزله بالقرب من النجف. وقال البيان إن القوات العراقية اطلقت النار على العامري بعدما أمسك برشاش في وضع هجومي وصوبه تجاهها. وأضاف البيان ان «القوات العراقية يرافقها مستشارون اميركيون» ذهبت الى منزل العامري لاعتقاله بناء على معلومات تفيد بأنه «قائد خلية» وبأنه يزود افرادها «عبوات ناسفة» لاستخدامها في عمليات ضد القوات العراقية والاميركية.
ولكن المتحدث الرسمي باسم مكتب الصدر في النجف، عبد الرزاق النداوي، اكد ان العامري «ليس من الكوادر العسكرية وليس له علاقة بجيش المهدي وهو يترأس مؤسسة شهيد الله الثقافية التي تصدر جريدة لتثقيف الناس». واتهم الأميركيين بـ«محاولة جرنا إلى معركة مفتوحة ونحن لن ننجر الى ذلك، وحتى لو كانت هناك نية في التوجه إلى معركة مع الاميركيين فلن يكون المكان والزمان بيدهم».
وقال النائب عن «التيار الصدري» بهاء الاعرجي ان القوات الاميركية «دخلت الى منزل العامري وقتلته امام زوجته واطفاله». واضاف ان «قوات الاحتلال تقوم بشتى الاساليب لإبعاد الخط الصدري وجره الى مواجهة معها ولكننا نوصي اخوتنا بالتزام الهدوء دائماً». وطالب بأن «تقوم الحكومة العراقية بتحقيق سريع وشامل».
وأصدر زعيم التيار مقتدى الصدر بياناً طالب فيه أتباعه بضبط النفس والتزام الهدوء وعدم فعل أي شيء يضرّ بالبلد عامة ومدينة النجف خاصة، «لأن التهدئة والحفاظ على المدينة الآمنة مسؤولية الجميع».
ودعا الصدر أتباعه الى التظاهر والاحتجاج سلمياً «لنصرة العراق والمطالبة بسيادته عامة وسيادة النجف على ملفها الأمني خاصة، وعدم التعدي على صلاحية الحكومة المحلية في المدينة المقدسة». وتمنى ألا يكون قتل العامري حدث «بعلم الإدارة المدنية لمدينة النجف». وشارك آلاف من أبناء النجف بعد الظهر في موكب تشييع العامري الذي انطلق من امام منزل الصدر.
وتساءل رئيس الكتلة البرلمانية لـ«التيار الصدري»، نصار الربيعي: «هل مسؤولو الدولة العراقية مجرد دمى يمثلون واجهة كاذبة لتحسين صورة اميركا امام العالم؟». واضاف: «كنا نؤكد دائماً ان سيادة العراق منقوصة ولكننا الآن نقول ان سيادة العراق معدومة».
كما اتهم الربيعي قوات الاحتلال بأنها «تحاول خلق فتنة داخل الطائفة الواحدة أو الكتلة الواحدة»، مؤكداً أن التيار الصدري «لن ينجر» الى مواجهات معها.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)