strong>بات إعدام صدام حسين متوقعاً في أي لحظة، بعدما صدرت حيثيات الحكم عليه في قضية الدجيل خطياً، وحملت مصادقة دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العليا. حتى مصادقة رئيس الجمهورية على هذا الحكم تعدّ شكلية، ولا صلاحية لأي جهة بمنح عفو أو تخفيف العقوبة
قالت دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العراقية العليا أمس، في نص حكمها، الذي يقع في 17 صفحة، إن صدام حسين «ارتكب جرائم ضد القانون الانساني الدولي وخالف في الوقت نفسه القانون العراقي».
وذكرت المحكمة أن «ملايين النساء والرجال والأطفال وقعوا خلال القرن الماضي ضحايا لفظائع لا يمكن تصورها هزت ضمير الإنسانية بقوة. وحيث إن هذه الجرائم الخطيرة تهدد السلم والامن والرفاه في العالم وتثير قلق المجتمع الدولي بأسره فإنها يجب ألّا تمر من دون عقاب».
ورأت المحكمة أن مكافحة هذه الجرائم تتطلب «مقاضاة مرتكبيها على نحو فعال من خلال تدابير تتخذ على الصعيد الوطني ووضع حد لإفلات مرتكبي هذه الجرائم، ومن واجب الدولة أن تمارس ولايتها القضائية الجنائية على اولئك المسؤولين عن ارتكاب جرائم دولية».
وأكدت المحكمة نفسها أن «الأفعال المنسوبة إلى المتهمين في قضية الدجيل هي جرائم دولية وداخلية وارتكابها انتهاك للقانون الدولي الجنائي والقانون الإنساني الدولي وفي الوقت نفسه مخالفة للقانون العراقي».
وبصدور قرار المحكمة خطياً، يصبح الباب مفتوحاً أمام تنفيذ عقوبة «الإعدام شنقاً حتى الموت» في حق صدام في أي وقت؛ فرغم أن قانون الإجراءات الجنائية العراقي يقضي بأن يصدق رئيس الجمهورية جلال الطالباني على الحكم النهائي قبل تنفيذه، إلا أن هذا مجرد إجراء شكلي.
ووفق مصادر قضائية عراقية متطابقة، فإن رئيس الجمهورية ملزم التصديق إذ ينص الدستور العراقي الجديد الصادر عام 2005 وقانون المحكمة الجنائية العراقية العليا على أنه لا يحق لأي جهة، بما فيها رئاسة الجمهورية، العفو عن المدانين في «جرائم دولية او تخفيف العقوبة عنهم». ويرفض المسؤولون العراقيون الإدلاء بأي معلومات عن الموعد المتوقع لتنفيذ الحكم، غير أن مصدراً دبلوماسياً في بغداد، طلب عدم ذكر اسمه، قال إنه «تم إبلاغه بأن الإعدام سيتم قريباً جداً».
وكان رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا عارف الشاهين قد أكد الثلاثاء أن الحكم يجب أن ينفذ في خلال 30 يوماً من صدوره. وأضاف «يمكن أن يتم تنفيذ الحكم في أي وقت بعد صدوره».
إلا أنّ المتحدث باسم المحكمة الجنائية العراقية العليا رائد جوحي قال، لـ«رويترز» أمس، إنه إذا أصدر المجلس الرئاسي العراقي قراراً بتنفيذ حكم الإعدام، فإنه سينفذ قبل 26 من الشهر المقبل، وإلا فستحدد وزارة العدل موعد الإعدام في أي وقت بعد ذلك التاريخ.
في هذا السياق، قال نائب وزير العدل بوشو ابراهيم إنه من الممكن ألّا ينفذ الإعدم خلال الشهر المقبل، وبالتالي يؤجل حتى شباط المقبل.
ورفضت المحكمة الجنائية العليا أمس الطعن الذي قدمه صدام على مصادقة محكمة التمييز العليا على الحكم الصادر بإعدامه.
وطالب المحامي خليل الدليمي، رئيس فريق الدفاع عن صدام، أمس، دول العالم والامم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتدخل لدى الحكومة الاميركية من أجل منع تسليم صدام حسين إلى السلطات العراقية.
ودانت «منظمة العفو الدولية» تصديق محكمة التمييز العراقية على حكم الإعدام الصادر بحق صدام واثنين من معاونيه. وأبدت المنظمة، في بيان لها، معارضتها لعقوبة الإعدام في جميع الظروف، «وخصوصاً إن تم إقرارها بعد محاكمة غير نزيهة... وحافلة بالعيوب بسبب التدخلات السياسية التي قوّضت استقلالية المحكمة إلى جانب إخفاقات خطيرة أخرى».
كذلك، انتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الفدرالية الروسي، ميخائيل مارغيلوف أمس، قرار التصديق على حكم الإعدام بحق صدام. ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن مارغيلوف قوله إن «الحكم لا يتطلب أي تعليق. ليس هناك أساس لاستئنافه. لكن حقيقة هذا الحكم تثير احتجاجي لأنني عضو في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا».
وأعلن رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمناسبة نهاية العام، إن إعدام صدام «لن يساعد على إحلال السلام في البلد». وأضاف «لا جدوى من إعدام صدام الذي قد تكون نتائجه السلبية اكثر من الإيجابية»، مؤكداً من جديد معارضته لعقوبة الإعدام.
وأعرب الكردينال ريناتو مارتينو، رئيس ادارة العدل والسلام في «الفاتيكان»، عن أمله في عدم تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي المخلوع، مشيراً الى أن «هناك فرصة لصدور عفو في آخر لحظة». وأضاف «ما زالت هناك فترة 30 يوماً كما يتطلب القرار توقيع الرئيس (العراقي) ويمكن أن تحدث أشياء».
الى ذلك، ذكرت صحيفة «ديلي ميرور»، في عددها الصادر أمس، أن صدام «سيمضي أيامه الأخيرة بالاستمتاع بتناول الهمبرغر والبطاطا المقلية قبل تنفيذ حكم الإعدام بحقه».
ونسبت الصحيفة إلى مصدر لم تكشف عن هويته، لكنها وصفته بأنه مساعد عسكري سابق لصدام، قوله «تحدثت إلى مسؤول عراقي بارز سابق مسجون في زنزانة قريبة من الرئيس السابق وأبلغني أن الأخير يحب أكل الهمبرغر والبطاطا المقلية كما أنه لم يستبعد أن يختار المأكولات الغربية لتكون وجبته الأخيرة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)