غزة ــ رائد لافي
قد يكون التراجع الإسرائيلي عن “وعد” إطلاق الأسرى قبل عيد الأضحى، دليلاً على تعلّق بعض الأطراف الفلسطينية بحبال أوهام التسوية السلمية والتفاوضية، ولا سيما أن “الوعد” لم يمر عليه أكثر من أسبوع

أسقط رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت رهان الرئيس الفلسطيني محمود عباس على صوابية خياراته التفاوضية، فأعلن التراجع عن الوعد الذي قطعه لأبو مازن أثناء لقائهما السبت الماضي في القدس المحتلة بإطلاق دفعة من الأسرى قبل عيد الأضحى، مشيراً إلى أن خطوة كهذه لن تحصل من دون إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، وهو ما ردت عليه المقاومة الفلسطينية بالتأكيد أنها “قادرة على الاحتفاظ به ما أراد الله له أن يكون”. وهدد المتحدث باسم “لجان المقاومة الشعبية”، أبو مجاهد، بأن “شاليط سيبقى في الأسر مهما طال الأمد، إلى حين رضوخ حكومة الاحتلال لشروط ومعايير فصائل المقاومة”، من دون أن يخفي التقدم في شأن صفقة تبادل الأسرى.
وقال أبو مجاهد إن “فصائل المقاومة تشترط أن تكون صفقة تبادل الأسرى على مرحلتين، حيث يجري في المرحلة الأولى إطلاق 1000 أسير فلسطيني وعدد من الأسرى العرب”.
وأشار أبو مجاهد إلى أن فصائل المقاومة تصر على تحديد أسماء الأسرى الذين ستشملهم الصفقة، وتحرص على أن يكونوا من أصحاب الأحكام الكبيرة والمرضى وكبار السن وقادة الفصائل والأطفال والنساء.
وفي ظل المعلومات الشحيحة عن الجندي الأسير، أكد أبو مجاهد أن “فصائل المقاومة تعامل شاليط ضمن الأخلاق الإسلامية الحميدة ولم يُمس بأي سوء وهو بصحة جيدة”.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد ذكرت أمس، أن أولمرت قرر عدم إطلاق أي أسرى فلسطينيين بمناسبة حلول عيد الأضحى، ما لم يفرج عن شاليط، وذلك خلافاً لما وعد به عباس.
وقالت المتحدثة باسم اولمرت، ميري ايسين: “حالياً، لا افراج” عن اسرى بمناسبة العيد.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن أولمرت لم يحصل على تأييد كاف داخل مجلس الوزراء لهذه الخطوة قبيل عطلة العيد، وإنه واجه انتقادات كذلك من أسرة شليط.
ورأى وزير الاستيعاب الاسرائيلي زئيف بويم، انه لا يجوز اطلاق اسرى فلسطينيين قبل ان يصار إلى الافراج عن شاليط لأن “الفلسطينيين سيسيئون فهم هذه المبادرة”.
اما وزير الامن الداخلي، آفي ديختر، فقال: “حالياً، لا هامش مناورة لإبداء حسن النية تجاه الفلسطينيين”.
لكن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز، رأى أنه “يجب الإفراج عن عشرات من السجناء الفلسطينيين في بادرة حسن نية تجاه السلطة الفلسطينية لتعزيز مكانة رئيسها عباس، أسوةً بإجراءات مماثلة أقدم عليها رؤساء الوزراء السابقون”.
وهاجم نعوم شاليط، والد الجندي الاسير، هذا القرار مؤكداً “دعمه لخطوة حيال المعتقلين الفلسطينيين بمناسبة العيد، من شأنها المساهمة في الافراج عن ابني”.
ونشرت صحيفة فلسطينية أمس، رسالة كتبها والد شاليط ووالدته، أعربا فيها عن أملهما في رؤيته سريعاً، كما أعربا عن أملهما في ان يسمح له من يحتجزه بقراءتها.
ووصف رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قرار أولمرت بأنه “مؤسف”. وقال إنه “جرت مناقشة ملف الأسرى باهتمام كبير خلال لقاء الرئيس عباس مع أولمرت، غير أنه لم يكن هناك أي تعهدات بإطلاق عدد من الأسرى قبل العيد”.
غير أن النائب “الفتحاوي” في المجلس التشريعي عبد الله عبد الله، رأى في قرار أولمرت تراجعاً إسرائيلياً مؤسفاً عن الالتزامات التي قطعتها إسرائيل على نفسها.
ميدانياً، استشهد أمس عنصران من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، إثر انفجار ضخم في أحد المنازل في حي الزيتون المكتظ بالسكان المدنيين، جنوب شرقي مدينة غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن الشهيدين هما محمد المصري (24 عاماً) وحسام الزميلي (29 عاماً) من سكان مدينة غزة. وأشارت المصادر إلى أن الشابين استشهدا على الفور جراء قوة الانفجار.
وأعلنت “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن قصف نقطة تفتيش عسكرية شرق معبر صوفا، جنوب قطاع غزة، بصاروخين من “طراز قدس 2”.