موسكو ـــ حبيب فوعاني
تمسكت كل من روسيا وبيلاروسيا بموقفيها في الأزمة في شأن سعر الغاز، قبل ثلاثة ايام من انتهاء مهلة حددتها مجموعة «غازبروم» لمينسك للتوصل الى اتفاق، ما من شأنه تهديد إمدادات الغاز الى اوروبا في اليوم الأول من السنة الجديدة في حال عدم التوصل الى اتفاق.
وبالرغم من إعلان وزير الطاقة البيلاروسي اندريه جوكوف أن الأزمة ستحل قريباً «على الأرجح»، دان الكسندر ميدفيديف، نائبرئيس «غازبروم» في حديث إلى صحيفة «الفيغارو» الفرنسية، «الابتزاز الصارخ» الذي تمارسه مينسك، محذراً من «تقنين» يؤدي الى «حالات نقص» في دول الاتحاد الاوروبي.
وكان رئيس الوزراء البيلاروسي سيرغي سيدورسكي قد أعلن الخميس أن بلاده لن تسمح بمرور الغاز الطبيعي الروسي عبر أراضيها الى الاتحاد الأوروبي، ما لم يتم التوصل الى اتفاق مع موسكو على سعر الغاز الذي يسلم الى بيلاروسيا.
واستمر التصعيد بين موسكو ومينسك منذ الثلاثاء مع فشل المفاوضات التي يُفترض أن تؤدي الى ارتفاع سعر الغاز من 46 الى مئتي دولار لكل الف متر مكعب، رغم تسوية اقترحتها روسيا تقضي بدفع 105 دولارات لكل الف متر مكعب من الغاز، في مقابل شراء خمسين في المئة من مجموعة انابيب النفط البيلاروسية.
بدوره، قال الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو أمس إن بلاده «لن ترضخ للابتزاز الروسي»، موضحاً إنه «إذا واصلوا ممارسة الضغط علينا فإننا سننزل إلى الملاجئ، لكننا لن نستسلم». وأضاف لوكاشينكو «ما نريده هو أن تكون هنا (في بيلاروسيا) وهناك (في روسيا) أسعار متساوية للغاز».
وفي هذا السياق، هدد نائب رئيس الوزراء البيلاروسي فلاديمير سيماشكو بأنه في حال عدم توقيع «غازبروم» عقداً لتزويد بلاده بالغاز «فلن تبرم الحكومة البيلاروسية اتفاق ترانزيت معها لمرور الغاز عبر بلاده إلى أوروبا». وألمح سيماشكو إلى إمكان استيلاء البيلاروسيين على حاجاتهم من الغاز، الذي تضخه روسيا إلى أوروبا عبر مينسك.
وردّ الناطق الرسمي باسم شركة «غازبروم» سيرغي كوبريانوف على الموقف الرسمي لبيلاروسيا بالقول، في حديث إلى وكالة «نوفوستي»، إنّ إصرار بيلاروسيا على إبقاء السعر الحالي للغاز في العام المقبل «لا يمكن تفسيره سوى أنه محاولة للاستيلاء غير المشروع على الغاز المصدّر إلى أوروبا».
ويرى المحلل البيلاروسي ليونيد زايكو أن التوتر يشوب العلاقات بين روسيا وبيلاروسيا بسبب «تعثر مشروع الوحدة بينهما، وامتناع الرئيس البيلاروسي عن المضي قُدماً في مسيرة التكامل الاقتصادي بين البلدين، وفتح الطريق أمام الرأسمال الروسي إلى الاقتصاد البيلاروسي، والقبول بشروط الكرملين للاتحاد بين الدولتين».
وفي هذا الإطار، أكد مصدر مقرب من الكرملين أن موسكو اقترحت على لوكاشينكو إجراء استفتاء في بيلاروسيا على الاتحاد عام 2007، وأن «مماطلة» الأخير في الموافقة على الدخول في اتحاد مع موسكو «أوصلت المفاوضات بين الجانبين بشأن إمدادات الغاز إلى المأزق».