strong> تزايدت حدة التوتر المذهبي في العراق مع اتهام الزعيم السني عدنان الدليمي حكومة المالكي بأنها «تسهّل قتل السنة»، وسط مطالبات كردية ببقاء الاحتلال لأعوام رغم تأكيد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه مع تحديد «أفق لانسحاب» القوات الأجنبية من هذا البلدتواصلت الهجمات السياسية المنتقدة لأداء الحكومة العراقية، حيث شنّ رئيس «جبهة التوافق» العراقية النائب عدنان الدليمي أمس هجوماً عليها، متهماً إياها بأنها «تمكّن الميليشيات الإرهابية المرتبطة بها من تنفيذ عملياتها الاجرامية ضد السنة»، علماً بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان قد تعرّض لانتقادات بعد إصداره أمراً برفع الحصار عن مدينة الصدر شرقي بغداد، عُدّ من جهة اهتماماً بالشيعة اكثر من السنة، ومن جهة أخرى استفراداً بالسلطة الأمنية وتخفيفاً للقيود عن «الإرهابيين».
وقال الدليمي، الذي يتزعم «مؤتمر أهل العراق»، في بيان أصدره امس، إن «حكومة المالكي تمكّن الميليشيات الإرهابية التي تحتضن فرق الموت الطائفية من السيطرة على دوائر الدولة الرسمية لقتل أهل السنة». وأضاف أن «حكومة المالكي لا تدافع عن أهل السنة بل تفسح المجال للميليشيات لترتكب أبشع الجرائم بحق أهل السنة، ولا تدافع عن أهل السنة بل تقف موقف المتفرج على ما يجري».
ورأى النائب السني أن «حكومة المالكي، التي تدّعي أنها حكومة وحدة وطنية، تعلم بما يحدث لأهل السنة من قتل واختطاف في دوائرها الرسمية على أيدي ميليشيات إرهابية تسيطر سيطرة كاملة وعلنية على الدوائر، وأمام أنظار أجهزتها الأمنية ولا تتدخل ولا تكترث لذلك».
في غضون ذلك، دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك، خلال استقباله نظيره العراقي جلال طالباني أمس، إلى تحديد «أفق لانسحاب» قوات الاحتلال من العراق. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون، إن شيراك «أكّد أن فرنسا تقدم في هذه المرحلة الصعبة بالنسبة الى العراق دعمها لسياسة المصالحة الوطنية والحوار الداخلي والتحرك لمصلحة وحدة العراق وإعادة إعماره».
أما الطالباني، فأعلن من جهته، أن القوات الأميركية يجب أن تبقى لعامين أو ثلاثة في العراق حتى تتمكن السلطات المحلية من بناء قوات الأمن.
وفي بداية زيارة تستمر أسبوعاً لفرنسا، رأى الرئيس العراقي أن بلاده لا تشهد حرباً أهلية. غير أنه قال إن «الإرهابيين الدوليين ما زالوا يركّزون جهودهم في العراق، وهو ما يعني أن البلاد تحتاج إلى مساعدة خارجية لهزيمتهم».
وقال الطالباني، من جهة أخرى، إن العراق مستعدّ لإبرام صفقات نفط جديدة مع فرنسا، لكنه أشار إلى عدم الالتزام بالضرورة بالعقود التي أبرمت في عهد النظام السابق.
ميدانياً، تواصلت أعمال العنف في العراق أمس، حيث قتل عشرة أشخاص وجرح عشرات في هجمات متفرقة وقعت في بغداد وكركوك والموصل، بينهم اربعة اشخاص قتلوا في انفجار دراجة نارية في مدينة الصدر، وعميد قسم الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد جاسم محمد الذهبي وزوجته وابنه، فيما أعلن الجيش الاميركي عن مقتل أحد جنوده جرّاء انفجار عبوة استهدفت مركبة كان يستقلّها أول من أمس.
وذكر الجيش الأميركي، في بيان أمس، أن القوات العراقية عثرت على ستة حمير «محمّلة عشرات الألغام المضادّة للدبابات بالقرب من الحدود الإيرانية في محافظة ديالى». وقال البيان إن القوات العراقية ضبطت 53 لغماً مضاداً للدبابات من صنع روسي وإيطالي، إلى جانب قذيفة مضادة للدبابات. وأضاف: «أطلق الحمير في وقت لاحق من دون أن يمسها أذى». ولم يتضح من البيان من أين جاءت الحمير.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الاميركي الجنرال وليام بي. كالدويل امس، أن الجندي الاميركي من اصل عراقي، والذي اختطف في بغداد قبل عشرة أيام، لا يزال محتجزاً لدى خاطفيه، مشيراً إلى أن القوات المتعددة الجنسيات ما زالت تبحث عنه، وأنها «لن تتخلّى أو تتوقف عن عملية البحث». وكشف كالدويل عن وساطة لإطلاق الجندي، رافضاً الكشف عن اسم الوسيط أو جنسيته.
وأفاد المتحدث، من جهة أخرى، بأن الجيش العراقي باشر تجنيد نحو 31 ألف جندي إضافي للتصدي لأعمال العنف التي تشهدها البلاد يومياً.
وأعلن وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني أكرم الحكيم أمس، عن تأجيل عقد «مؤتمر القوى والأحزاب السياسية» العراقية، الذي كان مقرراً عقده غداً، إلى أجَل غير مسمى، علماً بأن هذه المرة الثانية التي يؤجّل فيها المؤتمر، وكان من المقرر، بداية، عقده في 21 تشرين الأول الماضي.
وأعلن الجيش الاميركي في بيان أمس، أنه قتل قائداً كبيراً في تنظيم «القاعدة» في العراق خلال قصف جوي استهدف سيارته في مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار (غرب العراق).
وأعلن مصدر في الشرطة العراقية، من جهة أخرى، أمس، اعتقال «مسؤول كبير» في تنظيم «أنصار السنّة»، يدعى ناهض احمد كركر، خلال مداهمة جنوب كركوك.
على صعيد آخر، قال رئيس الادّعاء العام في المحكمة العراقية الجنائية العليا جعفر الموسوي، إن الجلسة المقبلة في قضية الدجيل لن تشهد صدور الحكم على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومعاونيه. وأوضح أن «القضاة الخمسة في قضية الدجيل ما زالوا يدقّقون في أوراق القضية ومن غير المؤكد حتى الآن الوصول إلى نتيجة في الخامس من الشهر الجاري».
إلى ذلك، قررت شركة «بكتل» الأميركية، التي تتخذ من سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا مقرّاً لها، الانسحاب من العراق وإنهاء كل مشاريعها الخاصة بإعادة الإعمار. وعزت مصادر الشركة قرارها إلى تدهور الوضع الأمني، حيث قتل 52 من موظفيها في هذا البلد وتعرضت مشاريعها للتخريب.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
أ ب، يو بي آي، د ب أ)