القاهرة ــ خالد محمود رمضان
لا تزال العاصمة المصرية تشهد جولات من الاتصالات المكثفة على خطى إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط والتوصل إلى اتفاق فلسطيني على تأليف حكومة وحدة وطنية.
ونقل وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني محمود الزهار إلى مسؤولين مصريين رغبة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في زيارة القاهرة، فى بداية جولة موسعة يزور خلالها دولاً عربية وإسلامية تشمل سوريا وقطر إيران ولبنان وعدداً من الدول الأخرى.
وقال الزهار، فى تصريحات صحافية في القاهرة أمس، عقب اجتماعه مع مساعدين لرئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، إنه بحث خلال اللقاء مجمل التطورات في الأراضي الفلسطينية وسبل وقف العدوان وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، كما تم بحث عملية تبادل الأسرى، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني كله مجمع على ضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من الأطفال والنساء وكبار السن والقادة بالتزامن مع الإفراج عن شاليط وفق معايير وأسس محددةوأشار الزهار إلى أنه سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قبيل توجهه إلى دول المغرب العربي فى 11 تشرين الثاني الحالي، في جولة من المقرر أن تشمل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
وتحدث الزهار عن أن حكومته فوّضت الجانب المصري إدارة المفاوضات حول الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، معتبراً أن الحكومة الفلسطينية لن توافق على إنجاز صفقة تبادل قبل الحصول على ضمانات قاطعة بأن إسرائيل ستفرج عن المعتقلين الواردة أسماؤهم في قوائم قدّمت إلى الطرف المصري.
وقالت مصادر مصرية إن القاهرة تنتظر وصول وفد إسرائيلي إليها نهاية الأسبوع الجاري بالتزامن مع عودة اللواء عمر سليمان إليها، حيث يرافق حالياً الرئيس المصري حسنى مبارك فى جولته التي بدأها في روسيا الاتحادية وانتقل منها إلى الصين على أن يتوجه في وقت لاحق إلى كازاخستان.
ونفت المصادر أن يكون غياب سليمان قد جمّد نسبياً المساعي التي تبذلها السلطات المصرية لإبرام صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرة إلى ما وصفته بـ«زحمة» مسؤولين فلسطينيين توافدوا إلى القاهرة على مدى اليومين الماضيين، بينهم القياديان البارزان في «فتح» محمد دحلان وجبريل الرجوب ورئيس الحركة فاروق القدومي.
ويتوقع أن تركّز مباحثات المسؤولين الفلسطينيين على ما أشيع أخيراً عن اتفاق بين حركتي «حماس» و«فتح» على تأليف حكومة وحدة وطنية، تضم «شخصيات تتمتع بالنزاهة»، كما أعلن أول من أمس الأمين العام للمبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي، بعد لقائه هنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفى ظل غياب موقف رسمي مصري يدين الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شددت الصحف المصرية الصادرة أمس على أن إسرائيل «تتوهم بحملتها الإجرامية الدموية ضد الفلسطينيين أنها قادرة على انتزاع إرادتهم وتصميمهم على النضال من أجل استرداد أرضهم وحريتهم، وتتماشى معها في هذا الوهم للأسف أميركا المسيطرة والمهيمنة على مصادر الكون ومنظماته الدولية المكلفة تنظيم العلاقات بين الدول على أسس من العدالة والندية وحماية الشعوب الصغيرة من عدوان القوى المتجبرة».
ورأت الصحف أن «الدول العربية الأخرى لا تعفى من مسؤوليتها عن سلبية المجتمع الدولي إزاء ذبح الفلسطينيين، فهي الأخرى غارقة في مشاكلها الداخلية غير مدركة أن النار عندما تشتعل في فلسطين فإنها تمسك بتلابيب المنطقة كلها».