مقديشو، القاهرة ـــ الاخبار
اتهمت المحاكم الإسلامية الصومالية أمس الحكومة الكينية بدخولها في الصراع الصومالي ـــ الإثيوبي، في وقت ازدادت فيه احتمالات المواجهة، مع توجه مئات من الجنود الإثيوبيين الى خطوط الجبهة مع إسلاميي الصومال.
وقال المسؤول الأمني في «المحاكم»، يوسف اندياهو، في تصريحات صحافية في العاصمة مقديشو، إن كينيا قدمت دعماً مالياً وعسكرياً إلى إثيوبيا لضرب المحاكم في أراضيها، مشيراً إلى أن لديه معلومات تؤكد تورط كينيا في المناورات التي تقوم بها القوات الإثيوبية التي وصلت إلى الحدود الكينية المتاخمة للصومال متنكرة بزي كيني وتعتزم شن هجوم على المحاكم.
من جهة أخرى، نفت “المحاكم” مضمون التحذيرات التي وجهتها الولايات المتحدة مساء أول من أمس إلى رعاياها في كينيا وإثيوبيا من تهديدات بعمليات انتحارية في هاتين الدولتين يعد لها متطرفون في الصومال، معتبرة أنها مجرد غطاء لحرب أميركية إثيوبية عليها.
وأوضحت أنها لا تفكر في الاعتداء على جيران الصومال إلا إذا اعتدوا على سيادته.
ونفى قيادي إسلامي، لـ“الأخبار”، ما نقلته مواقع صومالية على شبكة الإنترنت، منسوباً إلى رئيس المحاكم الإسلامية الشيخ حسن طاهر عويس، بأنه يوافق على العمليات الانتحارية.
وكان عويس، الذي تطارده الاستخبارات الأميركية والإثيوبية منذ عام 2001، قد أنهى لتوه زيارة سرية إلى القاهرة أحيطت تفاصيلها بالكتمان، حيث التقى عدداً من كبار المسؤولين المصريين من بينهم رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عمر سليمان.
في غضون ذلك، تحدث مسؤول ملف الصومال لدى الجامعة العربية ورئيس وفدها إلى محادثات السلام الصومالية في الخرطوم، سمير حسني، عن اتصالات بين كينيا والمحاكم الإسلامية لمعالجة التحفظات التي أبدتها المحاكم على مشاركة كينيا باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لمنظمة “الايغاد” في رعاية المفاوضات الصومالية إلى جانب الجامعة العربية.
وكانت المحاكم الإسلامية قد رفضت أن تتولى كينيا رئاسة منظمة “الايغاد” للدول الأفريقية، الأمر الذي ساهم في فشل المحادثات.
وقال حسني، لـ“الأخبار”، لدى عودته إلى القاهرة قادماً من العاصمة السودانية، حيث فشل الأطراف المتحاورون في عقد الجولة الثالثة من المفاوضات الأربعاء الماضي، إنه يثق بإمكان أن تفضي المحادثات الثنائية بين كينيا و“المحاكم” إلى تغيير في موقف المحاكم يسمح باستئناف مفاوضات السلام الصومالية قبل منتصف الشهر الجاري.
وحذّر حسني من مغبة اندلاع مواجهة عسكرية بين قوات “المحاكم” الإسلامية والحكومة الصومالية، داعياً الدول المجاورة في منطقة القرن الأفريقي إلى احترام سيادة الصومال واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وفي ما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى الجامعة العربية بالانحياز إلى المحاكم الإسلامية، قال حسني، لـ“ الأخبار”، “نحن لا ننحاز إلا إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة الصومالية” .
إلى ذلك، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك كل الأطراف الصوماليين الى عدم تصعيد التوتر. وقال ماكورماك إن “هناك مخاوف من أن الموقف الحالي في الصومال قد يتحول الى عنف أوسع نطاقاً في المنطقة. ونحن نفعل كل ما بوسعنا لكي لا يحدث ذلك”.
إلا أن المواجهة بدت محتملة بشكل متزايد في الصومال حيث قال أحد سكان بيداوة إن مئات من الجنود الإثيوبيين الإضافيين شوهدوا وهم يتوجهون الى خطوط المواجهة بشاحنات.
وأضاف إن “الإثيوبيين ينتظرون قيام الإسلاميين بتحرك. اذا بدأ القتال فسنعاني قطعاً”.
وقال مصدر إسلامي في باليدوجل، وهو أكبر مطار عسكري في الصومال، إن قواته رفعت الاستعداد الى الدرجة القصوى. وكشف لـ“رويترز” أنه طلب من كل القوات الاستعداد للقتال. وقال “نحن ننتظر هذا منذ فترة طويلة جداً، ومستعدون لطرد عدونا من أرضنا”.