باريس ــ بسّام الطيارة
باريس وروما تتعهدان فك العزلة عن «الوحدة» الفلسطينية

عقد وزيرا خارجية فرنسا وإيطاليا فيليب دوست بلازي وماسيمو داليما اجتماعاً في باريس أمس، أعقبه مؤتمر صحافي قصير كان الشرق الأوسط محوره الأساسي، وخصوصاً الأوضاع الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة والمساعي المبذولة لإنشاء حكومة وحدة وطنية.
وعلى الرغم من تصريح المسؤولين عن «تطابق تام في وجهات النظر في المسألة الفلسطينية»، إلا أن بعض التمايز بدا واضحاً بالنسبـــــة لمســـــــألة مــــساعدة الفلسطينيين والنــــتائــــج المتــــرتبـــة على «العنف الإسرائيلي».
فقد صرح دوست بلازي، ووافقه داليما، بأن الدولتين تودّان رؤية التزام أكبر من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي تجاه تفعيل عملية السلام. وقال الوزير الفرنسي إنه « إذا وُجدت حكومة وحدة وطنية في الأراضي الفلسطينية فسنساعدها فوراً، لأننا نظن أنها فرصة للسلام وللحوار السياسي وسوف نطلب من إسرائيل وقف هذا النوع من التدابير الثأرية، كما سنطلب منها الإفراج عن الأموال التي تعود الى الفلسطينين، وسنطلب من البنك الدولي إعادة العمل بآلية الدعم المالي، الذي لا يعمل حالياً إلا بالنسبة للأمور الصحية».
من جهته، قال داليما إنه «بمجرد تأليف حكومة وحدة وطنية سنخرجها من العزلة»، مشيراً الى ضرورة أن تقبل الحكومة الجديدة بالنقاط الثلاث المعروفة: «نبذ العنف والتفاوض مع إسرائيل والبحث عن السلام»، ما يمكن أن يدفع بالاتحاد الأوروبي إلى المزيد من الالتزام في المنطقة، وخاصة «على ضوء تجربة الصيف الماضي التي شهدت موقفاً أوروبياً موحداً».
ويرى المراقبون في ذلك تلميحاً إلى إمكانية تجسيد فكرة «إرسال قوات دولية إلى غزة»، التي أطلقتها روما عشية انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
أما بالنسبة للبنان، حيث تتواجد قوات الدولتين جنباً إلى جنب في ضمن قوات «اليونيفيل»، فأشاد الوزير الفرنسي بـ«التعاون التام بين الجيشين».
وبعدما ذكّر بالتعاون الذي قام بين باريس وروما خلال الصيف قبل أن تتفق الدولتان على مبدأ تداول قيادة القوات الأممية، الذي أمّن وقف إطلاق النار، شدد داليما على «وجوب متابعة دعم حكومة (رئيس الوزراء اللبناني فؤاد) السنيورة» ودعم لبنان في عملية إعادة الإعمار، وضمان الأمن في المنطقة.
وقد لوحظ عدم تطرق أي من المسؤولين إلى الخروق الإسرائيلية اليومية فوق رؤوس قوات البلدين، علماً بأن مصادر مقربة من الوفد الإيطالي قالت إن «الوضع على حاله وإن أوروبا تسعى لإقناع إسرائيل بوقف طيرانها فوق الجنوب اللبناني».
كما تطرق الوزيران الى حكم الإعدام الذي صدر في حق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، حيث رأى داليما أن عقوبة الإعدام «غير مقبولة»، فيما انتقد دوست بلازي، بشكل غير مباشر، الظروف التي رافقت المحاكمة وذكّر بالأعمال العنيفة التي رافقت ظروف نشأة المحكمة ومجرياتها.
ولوحظ أنه لأول مرة منذ مدة طويلة يعود الوزير الفرنسي للحديث عن «قوات احتلال»، وهو ما توقفت الدول الأوروبية عن استعماله للإشارة الى القوات الأميركية والبريطانية العاملة في العراق.