باريس ــ بسّام الطيارة«لماذا يزور دمشق موفدون من العديد من الدول الأوروبية، فيما فرنسا لا تزال تقاطع سوريا؟». سؤال بسيط طُرِح على المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي، كان مناسبة لتوضيح موقف فرنسا العام من دمشق، وخصوصاً بعد تعيين سفير فرنسي جديد لدى سوريا.
وقد رفض المتحدث الفرنسي بشكل حاسم استعمال كلمة «مقاطعة»، مشدداً على أن العلاقات مع دمشق «طبيعية»، وأعطى برهاناً على ذلك تعيين سفير جديد لفرنسا. واستطرد قائلاً إن الأوروبيين يجرون اتصالات مع العاصمة السورية، ولكن في الوقت نفسه يجرون اتصالات مع باريس، مشدداً على أنهم «يتصلون بهم ويتصلون بنا»، من دون أن يذهب إلى حد وصف الأوروبيين بأنهم «وسطاء».
وفسر ماتيي هذا التباين بـ«التنوع» في سياسات الدول الأوروبية، مشدداً على أنه بالنسبة إلى فرنسا «لا يوجد تواصل على المستوى الوزاري». وذكّر بموقف فرنسا من أنها «ستحكم على سوريا من خلال ما ستقوم به تجاه التزاماتها بالنسبة إلى مجموعة المواضيع التي يعرفها الجميع».
ورداً على سؤال لـ«الأخبار»، لم ينف ماتيي إمكان صدور قرار جديد من مجلس الأمن في شأن لبنان، ولكنه قال: «إننا ننتظر التقرير الجديد للأمين العام للأمم المتحدة (كوفي أنان) عن تطبيق القرار ١٧٠١» المتوقع صدوره في نهاية الشهر الجاري. وتابع إنه «انطلاقاً من هذا التقرير يمكننا أن نرى ما هي العروض المطروحة، وخصوصاً في ما يتعلق بـ«الثوابت السياسية المذكورة تحت البند الثامن». وأوضح أنه «انطلاقاً من هذا يمكننا أن نرى إذا كان هناك ضرورة لقرار جديد أو لا».
وسئل عن انسحاب الجيش الإسرائيلي من بيت حانون، فأجاب: «لا يوجد أي جديد عندنا ما عدا ما نسمعه عبر الوكالات عن قرب انسحاب». وتابع إنه على الصعيد السياسي فإن «الأمور متجهة حسبما علمنا نحو التهدئة. بالنسبة إلى الضحايا الذين يفوق عددهم ٦٠ ضحية، فإن رسالة فرنسا لإسرائيل هي عدم القيام بما يزيد من نفوذ المتطرفين».
وحول ما تسرّب من إمكان دعوة السعودية إلى مؤتمر جديد بشأن الشرق الأوسط، ترى باريس في ذلك دعوة تقارب «ما دعا إليه الرئيس شيراك، أي مؤتمر يرافق الحل السلمي ويقدم ضمانات للفرقاء». ونفى أن يكون قد تم الاتفاق مسبقاً بين فرنسا والرئيس الفلسطيني محمود عباس على دعوة هذا الأخير إلى عقد جلسة لمجلس الأمن، غير أنه أشار إلى عدم معارضة فرنسا لمثل هذه «الخطوة، وخصوصاً أنها تساهم في دعم العملية السلمية».
ويرى المراقبون في هذا نوعاً من «البرودة الفرنسية تجاه دعوة عباس». ورداً على سؤال لـ«لأخبار» عن مدى جدوى خريطة الطريق ما دام شيراك يدعو إلى شبه مؤتمر جديد، ومحمود عباس يدعو مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ والسعودية إلى مؤتمر سلام جديد، قال ماتيي: «إن خريطة الطريق تظل إطاراً لمبادئ مهمة»، كما أنها تحدد تسلسلاً زمنياً للخطوات الواجب اتباعها، حتى لو حصل بعض التأخير في تنفيذ ما تنص عليه.
ونفى ماتيي أن يكون التذكير الذي جاء بالأمس على لسان وزيري خارجية إيطاليا وفرنسا ماسيمو داليما وفيليب دوست بلازي بتعاون البلدين خلال الحرب على لبنان، هو دعوة إلى إرسال قوات فصل أوروبية إلى غزة. ولكنه شدد على ضرورة أن تكون أوروبا «ذات وجود شامل في منطقة الشرق الأوسط». وشدد على أنه لا خطط لإرسال قوات إلى غزة، موضحاً أنه «لا نريد أن يكون لنا حضور عسكري في الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي».