مقديشو ــ الأخبار
في محاولة لرأب الصدع الذي نتج من فشل محادثات الخرطوم المعنية بحل المشكلة الصومالية، اجتمع رئيس تنظيم «المحاكم» الإسلامية الصومالية الشيخ حسن طاهر عويس مع رئيس البرلمان شريف حسن شيخ عدن في ضاحية أفجويا غربي مقديشو، في أول محادثات رسمية بين الطرفين، فيما لا يزال التوتر على أشده بين قوات المحاكم وقوات نظامية تابعة لإقليم البونت لاند (أرض اللبان) حيث تفيد التقارير بأن مسافة خمسة كيلومترات فقط تفصل بين الطرفين وسط مخاوف من اندلاع مواجهات عنيفة بينهما.
وقالت مصادر في «المحاكم»، لـ“الأخبار” إنهما قد يتوصلان إلى شراكة ضد السلطة الانتقالية، مشيرة إلى أن عدن قد يبقى في العاصمة، ولا يعود مجدداً إلى معقل السلطة الانتقالية في بيداوة، على نحو قد يؤثر على الدعم السياسي الذي تتمتع به من المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الجامعة العربيةوتحدثت أوساط «المحاكم» عن جهود وساطة غير معلنة تبذلها ليبيا واليمن لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر بين رئيس البرلمان وكل من الرئيس الصومالي ورئيس وزرائه.
وقال المتحدث باسم الإسلاميين، عبد الرحمن علي مودي، لوكالة «رويترز»، إن الاجتماع «يهدف إلى إحياء المحادثات بيننا وبين الحكومة. هذا أول اجتماع رسمي بيننا وبين رئيس البرلمان منذ أن وصل إلى مقديشو» يوم الأحد الماضي.
وتزايدت المخاوف من اندلاع حرب شاملة في الصومال قد تشعل بدورها منطقة القرن الافريقي بعدما أرجئت الأسبوع الماضي محادثات السلام التي تجرى برعاية الجامعة العربية وسط دعوات من الوسطاء للجانبين إلى التحلي بضبط النفس.
ولا يزال التوتر على أشده بين قوات «المحاكم» الإسلامية وقوات نظامية تابعة لإقليم البونت لاند، الذي يتمتع بالحكم الذاتي. وكانت القوات الإسلامية والقوات الحكومية قد استعدت لمواجهات جديدة في بلدة جالكايو الشمالية غداة اندلاع معارك بين القوات الإسلامية ومنطقة بونت لاند.
الى ذلك، كان ملف الأزمة الصومالية حاضراً بقوة في محادثات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مع نظيره الإثيوبي سيوم سيفين على هامش مشاركتهما في أعمال القمة الأفرو ــ صينية التي انتهت أول من أمس في العاصمة الصينية بكين، فيما تحدثت مصادر ديبلوماسية أفريقية عن تحضيرات لمزيد من المحادثات بين الطرفين لمنع تصاعد الموقف السياسي والعسكري بين المحاكم الإسلامية والحكومة الصومالية التي تدعمها أثيوبيا.