strong>تبدّل بوش، وإن ظاهرياً، بين ليلة وضحاها. انفتح على المقترحات حول العراق، التي يبدو أن أقلها هو تغيير في الاستراتيجيا. لكن للأسف، أتى التحول في تعنت بوش على وقع التغيير الداخلي في بلاده، وليس نتيجة موقف عربي؛ ففي زمن الأنظمة العربية التي لا تخدش حياءها الدماء التي تراق على جوانبها، لن يجد بوش من «يردّه»على وقع الهزيمة التي تعرّض لها الجمهوريون في الانتخابات الأميركية النصفية، لم يجد الرئيس الأميركي جورج بوش سبيلاً للاستمرار في تعنته في استراتيجيته المتبعة في العراق، فهرب الى الأمام عبر إعلانه الانفتاح على أي أفكار ومقترحات في هذا الشأن، علََّه يجد ما يخفف من وطأة أيامه الآتية في ما بقي من ولايته، ويقلص محاسبة الديموقراطيين لإدارته.
وقال بوش، في بيان أعقب اجتماع أعضاء إدارته في البيت الأبيض أمس، «مهما كان الحزب الذي ننتمي إليه، فإن علينا جميعاً مسؤولية ضمان حصول هذه القوات على الموارد والدعم الذي تحتاج إليه لكي تنتصر». وأضاف «أنا منفتح على أي فكرة أو اقتراح يمكن أن يساعدنا على تحقيق أهدافنا بهزيمة الإرهابيين وضمان نجاح حكومة العراق الديموقراطية». وأشار إلى أن «الشعب الاميركي يتوقع منا أن نتغلب على خلافاتنا الحزبية، وستقوم إدارتنا بما عليها».
وأوضح الرئيس الأميركي «أحد أهم التحديات التي تواجه بلادنا هو الحرب على الإرهاب والعراق هو جبهة رئيسية في هذه الحرب. هناك اكثر من 149 الف رجل وامرأة من جيشنا يخدمون بشجاعة في ذلك البلد».
في غضون ذلك، عاد موضوع انسحاب القوات الأميركية من العراق الى الواجهة، والذي من المتوقع أن يتفاعل في الفترة المقبلة، وخاصة مع استقالة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد.
في هذا الصدد، أعلن رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي فلاح حسن شنشل امس، عن إدراج «مشروع قانون إنهاء الانتداب الاميركي في العراق» على جدول أعمال المجلس.
وأشار شنشل الى أن «مشروع قانون إنهاء الانتداب الأميركي وجدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق قد أدرج على جدول أعمال المجلس وسيتم طرحه للمناقشة والتصويت خلال الفترة المقبلة».
وتوقعت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أمس «إعادة تقويم» للسياسة الأميركية في العراق، مستبعدة تغييراً جوهرياً بعد فوز الديموقراطيين في الانتخابات.
وقالت بيكيت، في مؤتمر صحافي في لندن، «لا أتوقع أي تغيير ضخم في السياسة» الأميركية في العراق بل «إعادة تقويم» لها.
إلا أن وزيرة الخارجية البريطانية حذرت من أي «خطوات متهورة» لسحب القوات البريطانية من العراق وأفغانستان. وقالت «علينا منع حدوث ذلك. علينا أن نتحلى بالشجاعة في ما يخص قناعاتنا في كل من أفغانستان والعراق».
من ناحية أخرى، حذر رئيس «جبهة التوافق» العراقية عدنان الدليمي أمس، من تقسيم العراق عبر إقامة أقاليم مستقلة.
وقال الدليمي، الذي يقوم بزيارة الى أبو ظبي، إن «الدعوات الى إنشاء أقاليم مستقلة في العراق ستؤدي الى حرب شعواء بين الأحزاب الموجودة على الساحة العراقية»، مشيراً الى أن «هذا التقسيم سينتهي بالعراق الى الزوال».
ولفت المسؤول العراقي، من جهة اخرى، إلى أن «عدد السجناء في بغداد وحدها يزيد على 30 الف سجين».
ميدانياً، قتل 35 شخصاً وجرح العشرات في هجمات متفرقة في العراق أمس، بينهم 19 قضوا في بغداد، فيما تم العثور على 25 جثة مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من العاصمة.
وأعلن الجيش الأميركي في العراق أمس أنه قتل 38 مسلحاً وجرح 9 آخرين، خلال صده لهجوم تعرضت له قاعدة عسكرية أميركية تقع الى الشمال من بغداد الاحد الماضي.
إلى ذلك، ذكر المسؤول الأميركي عن التدقيق في إعادة إعمار العراق، ستيوارت بوين، أن الفساد المستشري ضمن الحكومة العراقية يهدر مليارات الدولارات، مشيراً الى أن العراق يواجه أيضاُ «تمرداً من نوع آخر وهو تمرد الفساد وسوء الإدارة».
وقال بروين، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس، إن المال المهدور «غالباً ما يجد طريقه لتمويل الميليشيات المجرمة وفصائل التمرد، وذلك يعني خسارة أرواح الجنود الأميركيين».
(ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)