«هزيمة بوش نصر للشعب الإيراني». «رامسفيلد كان يجب أن يتنحى». «على إدارة بوش أن تجعل حل الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني أولويتها». هذه بعض من ردود الفعل المتواصلة على الهزيمة التي مني بها الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية الأميركية، والتي يجمع المراقبون على أنها، مع ذلك، لن تؤدي إلى تغييرات جوهرية في تعاطي الإدارة الحالية مع الأزمات الساخنة في المنطقة والعالم.فقد وصف مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي امس التهديدات الاميركية بأنها «خاوية»، داعياً «الشعب والساسة الاميركيين، ولا سيما اولئك الفائزين بمقاعد مجلسي النواب والشيوخ، إلى الاتعاظ من تجربة ادارة السيد بوش السياسية»، معتبراً أن الفشل الذريع للجمهوريين في الانتخابات، تعود اسبابه الى سياسات بوش الخارجية «الخاطئة والمتعنتة والعدائية» وبسبب حروبه الاستباقية، فضلاً عن إخفاقاته الداخلية.
وأكّد خامنئي أن «هزيمة بوش في الانتخابات هي نصر باهر للشعب الايراني». وأضاف أنه «لم يكن أحد يتصور أن سياسات اميركا ستواجه الفشل في ايران والمنطقه، فيما يرى العالم اليوم، أن هذه السياسات واجهت فشلاً ذريعاً في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان، كما أن تهديدات الاداره الاميركية اصبحت خاوية».
كما قال خامنئي للتلفزيون الرسمي ان «خسارة حزب الرئيس (الاميركي جورج بوش) ليست فقط حدثاً محلياً، إنها هزيمة للدعاية الحربية والسياسات العدوانية للرئيس الحالي».
بدوره، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، إن الهزيمة الانتخابية للجمهوريين تدل على «استياء الاميركيين الذين ضاقوا بسياسات الادارة الاميركية الحالية».
وأشار نجاد الى أن الشارع الايراني، الذي طالما اقلقته التصريحات والتهديدات الاميركية بشن هجوم عسكري على بلاده، امل أن يصغي المسؤولون الاميركيون الجدد الى صوت العقل والمنطق، وأن يتوج هذا الفوز للديموقراطيين برحيل الرئيس جورج بوش وفتح صفحة جديدة من العلاقات الطيبة مع ايران.
وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما الولايات المتحدة امس، إلى إعادة تركيز سياستها الخارجية في أعقاب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. وطالب داليما بوش بالضغط على إسرائيل، قائلاً إن جيشها يضرب قطاع غزة لإثبات قدرته بعدما فشل في هزيمة حزب الله في جنوب لبنان. وطالب داليما الولايات المتحدة بأن تجعل حل الصراع الفلسطيني أولويتها، مضيفاً: «حتى الآن، تعتقد إدارة بوش أن هذه قضية لا يمكن التطرق إليها لأنها في الأساس لا تريد أن تقلق إسرائيل».
وقال داليما، وهو أحد أشد منتقدي حرب العراق، إنه لا يتوقع تغييراً مفاجئاً في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي عقب هزيمة حزبه.
وفي طوكيو، قال وزير الدفاع الياباني فوميو كيوما للصحافيين: «أعتقد أن السياسة الاميركية في العراق ستتغير بعض الشيء». وأقرّ بأنه «لم يؤيد اسلوب القوة الذي لجأوا اليه لقمع» المقاومة، موضحاً: «أعتقد بأنهم سيقتربون من موقف سياسي يسمح لهم بالحصول على دعم اكبر في صفوف الشعب العراقي».
وعن استقالة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، قال المسؤول الياباني: «كنت قلقاً لأنه كان يتهور مهما كان الوضع. أعتقد بأن الوقت قد حان لتنحّيه نظراً الى نتائج الانتخابات».
وفي موسكو، رأى الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف أن فوز الديموقراطيين في الانتخابات النصفية قد يساعد على ايجاد حل دولي بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
الى ذلك، قال الخبير السياسي الروسي فياتشيسلاف نيكونوف، المعروف بقربه من الكرملين، إن سيطرة الحزب الديموقراطي على الكونغرس «لن تساعد حتماً» على تغيير نظرته إلى سياسة موسكو، مضيفاً أن «الديموقراطيين كانوا دائماً مشكلة بالنسبة لنا اكثر من الجمهوريين».
(الاخبار، اف ب، رويترز، اب)