غزة ــ الأخبار4 فصائل فلسطينية تهدّد باستهداف المصالح الأميركية

أثار “الفيتو” الأميركي في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار إدانة إسرائيل في مجزرة بيت حانون، استياءً وغضباً فلسطينياً وعربياً، وارتياحاً إسرائيلياً، فيما هددت فصائل مقاومة باستهداف المصالح الأميركية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة “ندين بشدة استخدام الولايات المتحدة الفيتو مجدداً”. وشدد على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي واللجنة الرباعية لكبح جماح العدوان والجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد شعبنا، التي تنسف جهود السلام والتهدئة”.
ووصفت الحكومة الفلسطينية استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بأنه “وصمة عار للإدراة الأميركية”. وقال المتحدث باسم الحكومة، غازي حمد، “إن الإدارة الأميركية منحت شرعية مطلقة للمجازر والمذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. كما منحت حكومة الاحتلال حماية مستمرة وغطاءً بلا حدود لجرائمها التي ترتكب ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين”.
ورأى حمد أن “الإدارة الأميركية كشفت عن وجهها القبيح في تبنّيها لسياسة الاحتلال، وهذا الأمر ليس غريباً، فأميركا، التي تمارس القتل والتعذيب والمذابح في العراق وأفغانستان، هي نفسها التي تمنح حكومة الاحتلال تصريحاً مفتوحاً لممارسة الأعمال الوحشية وجرائم الحرب”.
بدورها، قالت حركة “حماس” إنها “لا ترى الفيتو الأخير مفاجئاً أو أمراً طارئاً، إذ إنه يشكّل امتداداً لسلسلة من عشرات القرارات التي أحبطتها الإدارة الأميركية على مدار تاريخ الصراع، نصرة للعدو الصهيوني، وانحيازاً سافراً لعدوانه البشع وإرهابه البغيض”.
وفيما أشارت “حماس” إلى أن “المواقف الأميركية المنحازة ... ستؤدي إلى تداعيات خطيرة ضد المصالح الأميركية في المنطقة العربية والإسلامية”، هددت أربعة أذرع عسكرية فلسطينية بوضع أميركا هدفاً لها كإسرائيل.
وناشدت ألوية “الناصر صلاح الدين”، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، و“كتائب شهداء الأقصى ـ المجلس العسكري الأعلى” و“كتائب الشهيد أحمد أبو الريش”، ومقاتلو فتح “كتائب التوحيد”، في بيان مشترك، “أحرار العالم والمجاهدين في أمة الإسلام إلى إشباع الأميركيين بالضربات بلا رحمة”. وقال البيان إن “فلسطين والعراق وأفغانستان تدمَّر بسلاحهم المقيت، فمن يزرع القنابل والتخريب في المنطقة عليه أن يجني ما زرعت بنادق جنوده وطائراته”، واصفاً مجلس الأمن بأنه “مزيف ومجلس لحماية الإسرائيليين والحفاظ على أمنهم على حساب دماء الفلسطينيين”.
وطالبت الفصائل الأربعة “العرب بالكفّ عن التعويل على الأكاذيب”، ودعتهم إلى “إيصال المال والسلاح للشعب الفلسطيني لدعم المقاومة، السبيل الوحيد لمواجهة العدو الصهيو ـ أميركي، الذي لا يفهم سوى لغة الدم وليّ الذراع”.
وفي القاهرة، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في بيان، عن “أسفه لتصويت الولايات المتحدة ضد القرار باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده”. وقال إن “مثل هذا الإجراء لا يؤدي إلا إلى تكريس الوضع الذي تريده إسرائيل فرضاً للأمر الواقع”، معتبراً أنه “يزيد من حالة اليأس التي يعاني منها الشعب الفلسطيني مع شعوره بتجاهل المجتمع الدولي له وعدم الاكتراث بمعاناته”.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن استيائه للفيتو الأميركي. وقال، للصحافيين، إن “الرسالة وصلت وهي أن عملية السلام منتهية تماماً، ونحن نقرأ هذه الرسالة بغضب وأسف كبيرين”. وتساءل “هل يعقل أن يكون هناك فيتو بهذا الشكل؟”.
إسرائيلياً، قال المتحدث باسم الحكومة، آفي بارينز، إن الحكومة “تشعر بالارتياح الشديد لاستخدام واشنطن حق النقض”. ورأى “أن التصويت الأميركي مرضٍ للغاية. مشروع القرار لم يذكر أن ما حدث في بيت حانون كان خطأً مأسوياً”.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت أول من أمس حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به قطر لإدانة إسرائيل لارتكابها مجزرة بيت حانون الأسبوع الماضي. وصوتت تسع دول أعضاء في المجلس لمصلحة القرار، في حين امتنعت أربع دول عن التصويت هي: بريطانيا والدنمارك واليابان وسلوفاكيا.
وكان مشروع القرار سيدعو السلطة الفلسطينية الى “القيام بعمل فوري ومتواصل لإنهاء أعمال العنف بما ذلك إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية”. وكان سيحث أيضاً المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات لإضفاء الاستقرار على الوضع وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والتفكير في “إمكان إيجاد آلية دولية” لحماية المدنيين.
(ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب ا)