غزة ــ رائد لافي
حكومة الوحدة الفلسطينية باتت في طريقها إلى الخروج للعلن، بانتظار تخطي «شيطان تفاصيل» توزيع الحقائب بين حركتي «حماس» و«فتح»، والفصائل الأخرى المشاركة فيها

تخطّت حركتا «فتح» و«حماس» عقدة رئاسة حكومة الوحدة الفلسطينية بالاتفاق على رئيس، وكشفت مصادر مقربة من «حماس» أنه سيكون الرئيس السابق للجامعة الإسلامية والأكاديمي البارز الدكتور محمد عيد شبير (61 عاماً).
وقالت المصادر نفسها إن حركة «حماس» والرئيس الفلسطيني محمود عباس توافقا على شخصية رئيس الوزراء المقبل، الذي سيخلف إسماعيل هنية.
ورفض هنية الإفصاح صراحة عن هوية خلفه، فيما قال النائب في المجلس التشريعي زياد أبو عمرو إن الإعلان رسمياً عن اسم رئيس الوزراء الجديد سيحصل خلال أقل من أسبوع.
وأكد مسؤول فلسطيني أن لا مانع لدى عباس من تولي محمد شبير رئاسة الحكومة المقبلة. وأشار الى أن شبير «هو المرشح الأقوى لدى حماس من بين ثلاثة أسماء قُدمت».
ورداً على سؤال في شأن ما إذا كان قد تلقّى أي موافقة بخصوص ترؤسه الحكومة، قال محمد شبير، لوكالة «فرانس برس»، «لم يأتني أي شيء من أي جهة». وأضاف «اذا وضعت في موقع الثقة لدى الناس فأرجو الله العون». وشدد شبير على أنه «يتمتع بعلاقة جيدة مع كل الفصائل والقوى الفلسطينية»، قائلاً «لا أنتمي الى أي فصيل».
ورعا هنية اجتماعاً في غزة هو الأول من نوعه للجنة الثنائية المكونة من قياديين من حركتي «فتح» و«حماس» بحضور الأمين العام للمبادرة الوطنية النائب الدكتور مصطفى البرغوثي، والنائب أبو عمرو، لوضع اللمسات الأخيرة على الحكومة المنتظرة.
وبحث الوفدان القياديان، برئاسة رئيس الوزراء السابق أحمد قريع عن حركة «فتح»، وجمال أبو هاشم عن حركة «حماس»، سبل تأليف حكومة الوحدة الوطنية وتوزيع الحقائب بينهما، وبين الكتل البرلمانية الأخرى والشخصيات المستقلة التي ستشارك فيها.
وضم وفد حركة «فتح» الممثل الشخصي لعباس روحي فتوح ورئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، فيما ضمّ وفد حركة «حماس» رئيس الكتلة البرلمانية للحركة الدكتور خليل الحية، والقيادي في الحركة الدكتور اسامة المزيني.
وقال هنية، في أعقاب اللقاء، إنه «سيتم الإعلان عن خلفه في رئاسة الحكومة في الوقت المناسب ومن خلال الجهات الرسمية». أضاف إن المشاورات بين حركتي «فتح» و«حماس» تأتي «من خلال قناعتنا الوطنية»، مشدداً على أنه «على الإرادة الخارجية والمجتمع الدولي أن يحترما ارادة الشعب الفلسطيني».
وكشف هنية أن عباس أكد أن هناك تطمينات وضمانات أميركية وأوروبية لرفع الحصار المفروض (على الشعب الفلسطيني) في حال تأليف الحكومة الجديدة.
بدوره، أعلن قريع أن عهداً جديداً فلسطينياً قد بدأ من أجل تأليف حكومة وحدة وطنية تستطيع فك الحصار من خلال الدعم الذي ستحصل عليه من حركتي «فتح» و«حماس» وكل القوى الأخرى. ووصف المشاورات مع حماس بأنها «جدية وإيجابية».
وأشار قريع إلى أن هناك قضايا لا تزال محلاً للبحث خلال جلسات مقبلة بين الجانبين، معتبراً أن الأمر يحتاج الى مزيد من الوقت لاستكمال المشاورات.
وقال البرغوثي إنه سيتوجه اليوم الاثنين إلى دمشق للقاء قياديين في حركة «حماس» وفي مقدمهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
وقالت مصادر مقربة من أجواء المشاورات، لـ«الأخبار»، إن في نية حركة «حماس» الحصول على ثماني حقائب ومنح حركة «فتح» أربع حقائب، وتخصيص ثماني حقائب للكتل البرلمانية والفصائل المشاركة في الحكومة، وأربع حقائب للشخصيات المستقلة.
في المقابل، أشارت المصادر الى أن حركة «فتح» ستطالب بست حقائب وزارية، فيما تحصل حركة «حماس» على ثماني حقائب، وست للفصائل وللكتل البرلمانية وأربع للمستقلين.
وبحسب مصدر قيادي في حركة «حماس»، رفض الكشف عن اسمه، فإن الحركة تصر على الاحتفاظ بأربع وزارات على الأقل في الحكومة المقبلة، وهي وزارة الداخلية والأمن الوطني، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
يشار في هذا الصدد الى أن القانون الأساسي (الدستور الموقت) ينص على ان الحكومة تتألف من 24 وزيراً إضافة الى رئيس الحكومة.
ميدانياً، استشهد فلسطينيان، أحدهما متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها خلال عملية «غيوم الخريف» العسكرية في بلدة بيت حانون، وأصيب آخرون، في تجدد لعمليات القصف والعدوان العسكري الإسرائيلي في أنحاء مختلفة من قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية وشهود إن الفتى عبد الله عطية ابو ناموس ( 17 عاما) استشهد ، جراء إصابته بشظايا صاروخ أرض ـــ أرض أطلقته قوات الاحتلال على تجمع لطلاب مدرسة الشقيري القريبة من مدينة الشيخ زايد السكنية شمال بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس عن استشهاد الشاب محمد نبيل أبو معوض ( 18 عاماً) متأثراًَ بجروح أصيب بها الأسبوع الماضي.
وفي سياق العدوان، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدعمها الدبابات والآليات العسكرية فجر أمس، شرق مدينة رفح جنوب القطاع. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال توغلت في محيط مطار غزة الدولي شرق المدينة، حيث تمركزت الدبابات والآليات العسكرية قرب من المطار وسط إطلاق نار كثيف في اتجاه المنازل الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أصيب الشاب باسم أبو حليب (29 عاماً) بجروح متوسطة اثر إطلاق قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة في اتجاه مجموعة من المواطنين الفلسطينيين قرب موقع «كيسوفيم» العسكري شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.
وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدن وقرى الضفة، حيث شنت حملات دهم وتفتيش طاولت عشرات المنازل السكنية، واعتقلت عدداً غير محدد من الفلسطينيين بدعوى انتمائهم إلى حركة حماس.