لم تقتصر جولة وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الى مصر والسودان على مناقشة ملف إقليم دارفور المضطرب، بل تعدته لتشمل بحث الوضع في لبنان والعراق وفلسطين الى جانب العلاقات بين باريس وكل من القاهرة والخرطوم.ودعا وزير الخارجية الفرنسي أمس الى دمج عناصر المقاومة المسلحة في العراق في العملية السياسية الجارية في البلاد.
وحث دوست بلازي، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، على وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق وإتمام نقل السيادة إلى العراقيين.
وقال الوزير الفرنسي إن باريس ترى أن هناك العديد من الوسائل لوضع حد لوقف تدهور الأوضاع في العراق «بينها إعادة ديناميكية العملية السياسية وعلى الأخص دمج من تم استبعادهم من هذه العملية وخصوصاً المتمردين وحثهم على إلقاء السلاح»، مضيفاً إنه «يجب أن نؤكد للعراقيين أن عملية نقل السيادة اليهم ستتم تدريجياً وخاصة على المستوى الأمني وأن ذلك يمكن أن يتم من خلال انسحاب القوات الأجنبية الموجودة في العراق على المدى القصير».
أما وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط فوصف من جهته مباحثات دوست بلازي مع مبارك بأنها «جوهرية وبالغة الأهمية»، مشيراً إلى أنها أكدت تطابق وجهات نظر البلدين ازاء كل القضايا التي تم طرحها.
وكان دوست بلازي قد رفض التعليق على الفيتو الاميركي على مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين مجازر إسرائيل في بيت حانون، لكنه دان الهجمات الاسرائيلية العشوائية على الفلسطينيين.
وقال الوزير الفرنسي إنه «ينبغي احترام حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها لكن ينبغي أن يندرج ذلك في إطار القانون الدولي». وتابع «من الضروري بالتالي إدانة كل الهجمات الاسرائيلية التي تطال اليوم من دون تمييز منازل المدنيين».
وفي ملف دارفور أعرب دوست بلازي عن مساندة بلاده لخطة مصرية تدعو السودان الى قبول قوات عربية وإسلامية في الإقليم المضطرب، موضحاً أن «الاولوية هي لحماية المدنيين وأي مقترح يتضمن ذلك فهو مقبول لنا حتى لو شمل قوات مشتركة».
ودعا دوست بلازي الى نشر قوات تابعة للامم المتحدة «تحت قيادة أفريقية»، مضيفاً «إننا نتشارك الرأي تماماً مع المصريين في شأن المسألة السودانية، ولا سيما بشأن دارفور».
وباتت باريس مقتنعة بأنه من الممكن التوصل الى تسوية مع الخرطوم التي لا تزال ترفض أن تحل قوات تابعة للامم المتحدة مكان قوة الاتحاد الأفريقي التي تفتقر الى التمويل والمعدات. وقال الوزير الفرنسي إن «فكرة نشر قوة مختلطة مثيرة للاهتمام».
وأجرى دوست بلازي أمس محادثات في الخرطوم مع الرئيس السوداني عمر البشير ومستشاره الدكتور غازي صلاح الدين ووزير الخارجية لام أكول، ركزت على تطورات الأوضاع في دارفور وكيفية الخروج من المأزق الذي يعيشه الإقليم حالياً.
وقال الوزير الفرنسي، للصحافيين عقب مباحثات أجراها مع اكول، إن فرنسا، باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن، يمكنها أن تساهم في ضمان الاستقرار في دارفور، وخصوصاً أن الأوضاع هناك انعكست سلباً على الحالة الأمنية في كل من دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى.
وطالب بتوسيع اتفاق أبوجا وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى لاجئي دارفور إضافة إلى العمل على ضم الحركات المسلحة الرافضة للاتفاق باعتبار أن ذلك يحقق الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأوضح أن بلاده تقوم بكل هذه الجهود من منطلق ما يربطها من علاقات صداقة مع السودان، مشيراً إلى أن فرنسا تعتبر «نقطة توازن ما بين العالم الأوروبي وأفريقيا والعالم العربي».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)