صدى هزيمة جمهوريي أميركا يتردد في... لندن
لم يكد الرئيس الأميركي جورج بوش وحزبه الجمهوري يخرجان من صدمة الهزيمة في الانتخابات النصفية، حتى بدأت تداعياتها ومفاعيلها تتسارع في واشنطن، كما في لندن، معقل رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الذي يبدو أن خسارة الجمهوريين لن تكون أقل تأثيراً عليه؛ ففي حين بدأ الديموقراطيون في الولايات المتحدة استعجال انسحاب قوات بلادهم من العراق، يستعد بلير لمواجهة استحقاق المساءلة في لندن، أسوة بمساءلة بوش في واشنطن.
وأجرى بلير وبوش محادثة هاتفية طويلة الجمعة الماضي تناولت التغييرات التي يجب إدخالها على استراتيجية «التحالف» في العراق.
وبحسب صحيفة «ذي أوبزرفر» البريطانية الصادرة أمس، فقد شدد بلير، خلال المكالمة، على ضرورة إشراك سوريا وايران في الجهود الرامية الى تحقيق السلام في العراق والمنطقة، ليتماشى بذلك، مع اقتراح مجموعة «بيكرــ هاملتون» الاميركية المكلفة البحث عن استراتيجية جديدة في هذا البلد، والتي ستأخذ شهادة بلير الأسبوع المقبل، للتأكد من الحصول على «فكرة تامة عن الأفكار البريطانية».
ودان زعيم المعارضة الليبرالية الديموقراطية، مينزيس كامبل، قرار بلير التحدث الى اللجنة الاميركية. وقال كامبل، المعارض للحرب في العراق، إنه من «غير المقبول» أن يكون بلير مستعداً لتقديم شهادته الى اللجنة الاميركية في الوقت الذي يعارض اجراء تحقيق برلماني بريطاني بشأن الحرب.
وأعلن متحدث باسم البيت الابيض امس أن الادارة الاميركية لم تعد تستبعد احتمال إجراء محادثات مباشرة مع إيران وسوريا في شأن الوضع في العراق.
وقال رئيس هيئة موظفي البيت الابيض جوش بولتون، لشبكة «سي. ان. ان» التلفزيونية الاميركية: «كل الخيارات مطروحة. ستؤخذ جميع الخيارات في الحسبان».
وذكرت صحيفة «الغارديان»، أول من أمس، أن لندن ترى أن البيت الأبيض منفتح على مبدأ إجراء حوار مع سوريا، في حين أن وزير الدفاع المرشح روبرت غيتس، الذي شارك في أعمال لجنة بيكر، يؤيد استئناف الاتصالات مع ايران.
وتحدث بوش أول من أمس، مجدداً، عن احتمال اعتماد سياسة جديدة في العراق، مشيراً إلى ان غيتس سيدفع باتجاه «التغيير».
وقال الرئيس الأميركي ان غيتس «سيقدم في وزارة الدفاع نظرة جديدة على استراتيجيتنا في العراق وما ينبغي القيام به لتحقيق النصر».
في غضون ذلك، عبَّر الديموقراطيون امس عن الحاجة لأن تبدأ الولايات المتحدة انسحاباً عسكرياً من العراق خلال أربعة إلى ستة أشهر.
وقال السيناتور الديموقراطي كارل ليفين، الذي سيصبح في كانون الثاني المقبل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، لشبكة «أي بي سي»، ان الوجود العسكري الاميركي في العراق «ليس بلا نهاية».
بدوره، عبَّر السيناتور الديموقراطي جو بيدن، الذي سيصبح مجدداً رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ، عن موافقته على هذه المهلة. وقال بيدن، لشبكة «أي بي سي» أيضاً، إن «الكونغرس الجديد سيمارس الضغط على القادة العراقيين لكي يوزعوا عائدات النفط بشكل متساو ويقيموا نوعاً من الفيدرالية ويتفاوضوا مع الميليشيات ويعملوا في سبيل عقد مؤتمر دولي».
إلى ذلك، قالت صحيفة «إندبندانت أون صنداي» البريطانية امس إن بلير سيواجه مطالب جديدة لفتح تحقيق بشأن العراق بعدما فاز بتصويت برلماني الشهر الماضي ضد تحرك كهذا. وأوضحت الصحيفة أن بلير يواجه تهديداً جديداً من واشنطن حيث يُتوقع أن يستدعي الديموقراطيون الفائزون في انتخابات الكونغرس الأميركي عدداً من المسؤولين البريطانيين للإدلاء بشهادتهم نتيجة رغبتهم في فتح تحقيقات بشأن حرب العراق. وتوقعت «إندبندانت أون صنداي» أن يجدد نواب المعارضة هذا الأسبوع الضغوط على حكومة بلير لفتح تحقيق جديد للكشف عن خططها للانسحاب من هذا البلد.
كما كشفت صحيفتا «صنداي تايمز» و»صنداي اكسبرس» ان النواب القوميين الاسكتلنديين ونواب ويلز سيتقدمون باقتراح الاربعاء يدعون فيه بلير الى وضع بيان حكومي عن الانسحاب من العراق.
( أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ، أ ب)