الاتجاه الغربي نحو سوريا وإيران بدأ يقوى، وحوار مرتقب قد يفتح في أي لحظة،
ليغير المعادلات القائمة في المنطقة، بعد إقرار دولي باستحالة عزل دمشق وطهران عن القضايا الإقليمية
انضم رئيس الوزراء الأوسترالي جون هوارد إلى المعسكر الداعي إلى فتح حوار مع سوريا وإيران بشأن الشرق الأوسط، قبل ساعات من خطاب من المقرر أن يلقيه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير لدعوة طهران ودمشق إلى تعاون، كان رد إيران وسوريا عليه إيجابياً.
وقال هوارد، لوكالة “أسوشييتد برس” أمس، إنه “منفتح على الاقتراحات بأن على التحالف إجراء محادثات مع جارتي العراق، سوريا وإيران، في مسعى لوقف العنف”. لكنه أضاف أنه “ليس مقتنعا بأن الأمر سينجحوأوضح هوارد: “أشك في ما إذا كنتم ستتلقون رداً حقيقياً من أي من الدولتين. لكن على أي حال، لنتكلم مع سوريا وإيران، لأنهما جزء من المعادلة، ويعتقد الكثيرون أنهما مسؤولتان بشكل مباشر عن الكثير من العنف”.
كذلك، قال هوارد إنه منفتح على تغيير السياسة في العراق “ما دام الأمر لن يؤدي إلى فوز الإرهاب”. وأضاف أنه “يرغب برؤية القوات الأوسترالية تعود إلى بلادها، لكن ليس إذا كان الأمر يعني فوز الإرهابيين”.
وجاء الموقف الأوسترالي قبل ساعات من خطاب لبلير، قالت المتحدثة باسمه إنه سيدعو فيه سوريا وإيران إلى المشاركة في جهود وقف العنف في العراق وضمان التوصل إلى تسوية أشمل للسلام في الشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة إن بلير سيوضح، ضمن كلمة سنوية بشأن السياسة الخارجية، الحاجة إلى استراتيجية في الشرق الأوسط تشمل توضيح كيف يمكن لدمشق وطهران أن تساعدا في المنطقة، مع تحذير لهما من عواقب عرقلة السلام.
وسيقول بلير إن الصراع في العراق تطور وإن السياسة عليها أن تعالج ذلك. وسيدعو إلى استراتيجية واسعة للمنطقة على أن تتضمن إحلال السلام في فلسطين ولبنان.
في هذا الوقت، دعا وزير الدفاع البريطاني ديس براون إيران وسوريا إلى تحمل مسؤولياتهما في الشرق الأوسط والتحاور مع الحكومة العراقية الحالية.
وقال براون، لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع وزراء الدفاع الأوروبيين: “لقد دعونا إيران وسوريا إلى الحوار مع الحكومة العراقية الجديدة وتحمل مسؤولياتهما في إحلال السلام” في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، أبدت إيران استعدادها لبحث أي طلب أميركي رسمي لإجراء محادثات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، لوكالة “رويترز”: “إذا كانوا (في الولايات المتحدة) يريدون حقاً إجراء محادثات مع إيران، فعليهم أن يقترحوا ذلك رسمياً وعندها تنظر إيران في الأمر”.
وفي دمشق، شدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه أمس مع وفد كنسي أميركي يقوده رجل الدين البروتستانتي البارز القس ريك وارن، على أهمية الحوار بين البلدين ودور المؤسسات الدينية في تحقيق السلام.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المعلم التقى وارن واستعرض الجانبان “العلاقات الثنائية وأهمية الحوار بين البلدين ودور المؤسسات الدينية في العالم في تحقيق السلام وبشكل خاص في الشرق الأوسط”.
ونقلت “سانا” عن وارن قوله إن “سوريا تريد السلام وإن المسلمين والمسيحيين يعيشون فيها بشكل مشترك وبسلام منذ أكثر من ألف عام”، مشدداً على ضرورة أن “يكون هذا التعايش نموذجاً لبقية دول العالم”. وقال إنه “سيوضح للشعب الأميركي أن الفكرة المأخوذة عن سوريا لا تعكس الحقيقة وأن عليهم المجيء إلى سوريا للتعرف بأنفسهم إليها”.
وفي السياق نفسه، قال السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى إن بلاده تشعر بأن الموقف السياسي لبريطانيا وأميركا حيال سوريا بدأ في التغير بعد إدراك البلدين أن مساعيهما الرامية إلى إضعاف دمشق وعزلها غير بناءة، وأن الوضع في العراق ينتقل من سيئ إلى أسوأ، واصفاً التوجهات الجديدة نحو بلاده بأنها إيجابية.
ورفض مصطفى، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، مقولة إن سوريا عزلت نفسها بسبب رفضها الانخراط بشكل إيجابي في العراق وفي عملية السلام في الشرق الأوسط ووصفها بأنها غير دقيقة.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)