في موازاة انفتاحه على واشنطن، وتحديداً على خط الديموقراطيين، صعَّد الطرف السني في الحكومة العراقية من تحذيراته من المرحلة المقبلة، معتبراً أن العراق اقترب من «حافة الانفجار».وأفاد بيان صادر عن «المؤتمر العام لأهل العراق»، بزعامة عدنان الدليمي، بأن «استمرار القتل المنظّم لأهل السنة على يد الميليشيات الارهابية الطائفية التكفيرية وقوات الاحتلال، والصمت والتستر الحكومي، يوصل الامور الى حافة الانفجار». وأضاف: «لم يعد بيننا وبين الانفجار الا مسافة قريبة جداً».
وحذّر البيان كذلك من انه «إذا لم تنتبه الحكومة، وبسرعة، لخطورة الوضع ومعالجة ما يمكن معالجته، فإن العاقبة ستكون وخيمة». وأشار الى أن «الوقائع المؤلمة تثبت عجز الحكومة، ومن خلفها قوات الاحتلال، عن كبح جماح الميليشيات الطائفية الارهابية التكفيرية في استهدافها المستمر لأهل السنة وقتلهم على الهوية بأساليب وحشية صفوية».
في هذا الوقت، أعلن النائب العراقي عباس البياتي أن التغيير الوزاري الشامل، الذي دعا اليه رئيس الوزراء نوري المالكي اول من امس «قد يشمل عشر وزارات على الاقل في حكومته التي تتكون من 37 وزيراً»، موضحاً أن «التغيير سيكون على اساس التكنوقراط والكفاءة وسيحصل خلال الاسابيع المقبلة».
وأشار البياتي (تركماني شيعي من لائحة «الائتلاف الموحد» بزعامة عبد العزيز الحكيم) الى أن «التغيير سيحصل بعد التقييم الموضوعي للوزير وبعيداً عن التسييس وبالتشاور مع القوائم المشاركة في الحكومة. وسيبلغ المالكي الكتل التي سيجري تغيير وزرائها، على أن يطلب منها ثلاثة مرشحين جدد لكل حقيبة».
وقال النائب العراقي إنه في حال عدم كفاءة الثلاثة «سيجري تغييرهم أيضاً»، مشيراً الى أن ذلك «يشمل تغييراً في توزيع الحقائب التي منحت للكتل، أي أن الحقائب قد تذهب من كتلة الى اخرى بغضّ النظر عن الشخص».
وأوضح البياتي ان «المالكي منح مهلة دستورية قليلة عند تأليف الحكومة، فوجد ان هذه الفترة كانت ضاغطة، فحشرت اسماء وحقائب وزارية من دون تدقيق كافٍ حتى إن البعض منهم غير حاصلين على شهادة البكالوريوس، وهي الحد الأدنى المطلوب».
وردّاً على سؤال عما اذا كانت الوزارات الامنية مشمولة بالتغيير، قال النائب «جميع الوزارات عرضة للتغيير».
من ناحية أخرى، استقبل المالكي في بغداد امس، قائد القيادة المركزية الوسطى، الجنرال الاميركي جون ابي زيد، الذي اكد له «التزام» الرئيس الاميركي جورج بوش تأمين نجاح العملية السياسية في العراق.
وقال بيان لمكتب المالكي، إن ابي زيد أكد «تصميم القوات المتعددة الجنسيات على مواصلة دعمها لتأليف جيش عراقي يتحمل مسؤولية ادارة الملف الامني في كل محافظات البلاد». وأضاف أن اللقاء تطرّق أيضاً إلى «تأثير دول الجوار على الأمن في العراق».
وأعلن رئيس الحزب الديموقراطي الأميركي هاوارد دين أمس، أن القوات الأميركية يجب أن تنسحب من العراق. وقال دين لشبكة «فوكس نيوز»، إنه «مع استعادة الديموقراطيين السيطرة على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي، فإن الحزب يخطط للعمل مع الإدارة لإنهاء الصراع في العراق». وأضاف «لا نستطيع التمسك بعقلية الحفاظ على المسار. نحن بحاجة إلى الخروج من العراق»، معتبراً أن «إبقاء 140 ألف جندي أميركي من البواسل في العراق لا يجعل أميركا اكثر أمناً. بل من الواضح جداً أنه لن يجعل أميركا أكثر أمناً».
ميدانياً، قتل 26 شخصاً وأصيب عدد آخر بجروح في هجمات متفرقة وقعت امس في بغداد وبعقوبة وكركوك والموصل، بينهم عشرة قضوا في تفجير انتحاري داخل حافلة للركاب في بغداد، فيما تعرض عشرة اشخاص للخطف جنوب العاصمة.
وأعلن الجيش الاميركي أمس، مقتل اثنين من جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح إثر انفجار سيارة مفخخة في محافظة صلاح الدين اول من أمس.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب، الأخبار)