strong>نحو 130 قتيلاً عراقياً والطالباني يتهم الضاري بـ«إثارة الفتن الطائفية والقومية»
شهدت بغداد أمس أكبر عملية خطف من نوعها منذ الغزو الأميركي للعراق في آذار 2003، الأمر الذي دفع بالسلطات الى اتخاذ قرار بتوقيف خمسة من كبار ضباط الشرطة، في وقت ارتكبت فيه قوات الاحتلال الأميركية مجزرة جديدة في مدينة الرمادي أودت بحياة 30 مدنياً، فيما تواصلت وتيرة العنف في البلاد، حاصدة 57 قتيلاً في هجمات متفرقة، كما عثر على 40 جثة في بغداد.
وأعلن وزير التعليم العالي عبد ذياب العجيلي أن «مسلحين قالوا إنهم من مغاوير الشرطة خطفوا نحو مئة من الموظفين والمراجعين من دائرة العلاقات العامة والمشاريع الهندسية» في الوزارة التي تقع في حي الكرادة (وسط بغداد).
وفي وقت لاحق، أعلن مصدر أمني عراقي إطلاق سراح 15 من مجموع الموظفين والمواطنين الذي تعرضوا لعملية الخطف. وأضاف إن «الرهائن أبلغوا الشرطة أن مجموع عدد المخطوفين يبلغ أربعين شخصاً» وليس مئة.
وقال شاهد عراقي يعمل في مبنى الوزارة، لكنه كان وقت الغارة خارج المبنى، إنه عاد ليرى رجال الشرطة يراقبون ما يحدث عندما كان المسلحون «يفحصون بطاقات الهوية لفصل السنة عن الشيعة، ثم اقتادوا السنة وذهبوا».
وعقب عملية الخطف، هدد العجيلي أمام مجلس النواب بـ«وقف» التدريس في الجامعات، معتبراً أن «عملية الخطف هدفها إنهاء التعليم العالي وإفراغه. إنها عملية تخويف إجرامية فضلاً عن كونها إرهابية. ليس أمامي إلا أن أوقف التدريس في الجامعات وخصوصاً في بغداد». أضاف «نناشدكم وقفة لإنقاذ التعليم العالي. ليس لدي استعداد لكي يقتل اساتذة اكثر».
لكن المتحدث باسم الوزارة باسل الخطيب قال في وقت لاحق «اكد الوزير أنه في حالة عدم ضمان الأمن، فإن الدراسة ستتوقف لكنه تلقى تطمينات من الحكومة ووزارتي الدفاع والداخلية، وبالتالي فإن الدروس في الجامعات ستستمر». واعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية توقيف خمسة من ضباط الشرطة اثر عملية الخطف.
وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء عبد الكريم خلف، لوكالة «فرانس برس»، «لقد تمّ توقيف خمسة ضباط هم آمر اللواء وآمر الوحدات ومسؤول الشرطة في حي الكرادة واثنان اخران». وأضاف «إنهم وراء القضبان. يجب ان يتحملوا المسؤولية».
في غضون ذلك، قتل 57 شخصاً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة وقعت في بغداد والكوت وبعقوبة وتكريت والموصل وكركوك أمس، بينهم 10 قضوا في انفجار سيارة مفخخة في أحد الأسواق الأكثر ازدحاماً في بغداد، فيما عثر على 40 جثة مصابة بطلقات نارية في مناطق متفرقة من العاصمة أمس. وشنت الطائرات الحربية والمروحيات الاميركية غارات جوية صباح أمس على مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار غربي العراق، ما ادى الى مقتل 30 مدنياً، بينهم نساء وأطفال.
وقال سكان محليون إن «الطائرات الاميركية بدأت منذ ساعات الصباح الأولى قصف منازل المدنيين في حي الضباط وسط المدينة، ما ادى الى مقتل نحو 30 مدنياً وإصابة عدد اخر بجروح، إضافة الى تدمير سبعة منازل وتضرر عدد آخر».
وذكر شهود عيان في بلدة النعمانية امس، أن عبوة ناسفة انفجرت في إحدى دوريات القوات البولندية العاملة ضمن قوات الاحتلال وأدت إلى مقتل أحد أفرادها وإصابة آخر بجروح.
من ناحية أخرى، اتهم الرئيس العراقي جلال الطالباني رئيس «هيئة علماء المسلمين» في العراق حارث الضاري بالعمل على «إثارة الفتن الطائفية والقومية» في البلاد.
وقال الطالباني، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء نوري المالكي امس، إن «البعض الذي يعمل بحجة مساعدة العرب السنة، إنما يتعمد تشويه سمعة العرب الشيعة والأكراد في الخارج باتهامهم بأنهم يسعون لطمس عروبة العراق، ومنهم حارث الضاري الذي يعمل على إثارة الفتن الطائفية والقومية في العراق، مستغلاً بعض البلدان التي تعمل على مساعدته مع شديد الأسف».
الى ذلك، قررت الحكومة العراقية امس الطلب من مجلس الامن الدولي تمديد ولاية قوات الاحتلال في العراق لمدة سنة اخرى.
وقال وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري، في لقاء عقده مع رؤوساء البعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية المعتمدة في العراق، «هذا الطلب سيكون مقرونا هذه المرة بتنظيم العلاقة بين الحكومة والقوات متعددة الجنسيات من خلال تولي القوات العراقية المزيد من الصلاحيات».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، د ب أ، أ ب)