إيران تعرض التعاون مع «الثلاثي الأوروبي» في مبادرته
بعد 24 ساعة من إعلانها، لا تزال مبادرة الثلاثي الأوروبي (فرنسا وإسبانيا وإيطاليا) تشق طريقها للتسويق العالمي، رغم الرفض الإسرائيلي، الذي فنّدته مدريد مؤكدة أنها عرضت أفكار المبادرة على تل أبيب، فيما أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد استعداده للتعاون مع الدول الأوروبية في سعيها إلى “حل الصراع في الشرق الأوسط”.
ووصفت مصادر دبلوماسية إسبانية أمس اعتراض إسرائيل على مبادرة السلام بأنه “جدير بالاحترام”، إلا أنها أوضحت أن إسرائيل أبلغت عن مبادئ المبادرة.
وأضافت المصادر نفسها أن إسرائيل على علم بوجود خطط لطرح مبادرة سلام منذ مناقشتها خلال المنتدى الاوروبي المتوسطي في مدينة أليكانتي الاسبانية في شهر تشرين الأول الماضي. وتابعت أن المبادرة، التي قدمت خلال القمة الاسبانية ــ الفرنسية أول من أمس، لا تمثل سوى مرحلة “تمهيدية جداً”.
وفي هذا السياق، قال متحدث باسم رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي، إن الأخير تلقّى رسالة من الرئيس الايراني يعبّر فيها عن استعداده للتشاور مع ايطاليا بشأن حل مشكلات منطقة الشرق الاوسط.
وأوضح المتحدث أن نائب وزير الخارجية الايراني سيد جليلي سلّم الرسالة الى الحكومة الايطالية اثناء زيارة إلى روما. وأضاف ان برودي ووزير خارجيته ماسيمو داليما أقرّا “بتطلعات ايران المشروعة للاعتراف بها قوة اقليمية”، فيما حثّاها على “التعاون لحل المشاكل الرئيسية في المنطقة”. وتابع “يجب على ايران ان تستخدم ثقلها ونفوذها لإرساء الاستقرار التام في المنطقة”.
وعلى عكس الموقف المتحفظ الذي أعلنه مبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط مارك أوتى، رحبت المفوضية الاوروبية بخطة الثلاثي الأوروبي. وقالت متحدثة باسم المفوضية، في مؤتمر صحافي، إن “أي أفكار بإمكانها منح قوة دفع جديدة إلى عملية السلام هي موضع ترحيب، خصوصاً تلك التي تمنح الاتحاد الاوروبي دوراً مهماً في مبادرة دولية موحدة”.
فلسطينياً، تواصلت ردود الفعل المرحبة بالمبادرة. وقال رئيس الوزراء إسماعيل هنية إن “المبادرة تتضمن بعض البنود الجيدة التي تستحق الدراسة والنظر فيها، وبعد تسلمنا إياها رسمياً سندرسها ملياً وسنرد عليها رسمياً”.
وعلق هنية على الرفض الإسرائيلي للمبادرة باعتباره “دليلاً على أن إسرائيل لا تريد أي شكل من أشكال الاستقرار، بل تريد تكريس الدمار والدماء”. وأضاف أن “إسرائيل ترفض لغة السلام وثقافته، وهو ما تشير إليه بوضوح المجازر الإسرائيلية والتصعيد العسكري المتواصل ضد الشعب الفلسطيني”.
وعلى خط موازٍ، تحدث رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن مبادرة يمكن طرحها قريباً لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال بلير، الذي يستعدّ للبدء بجولة شرق أوسطية في الأسابيع المقبلة: إن قادة السعودية ومصر والأردن، هم ضمن زعماء الدول المتحمسين لإحداث تقدّم في حل الصراع”. وأضاف “هذه فرصة لنا، إذا كنا مستعدين لاغتنامها الآن”.
ورأى بلير أن “عدم حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يسمح للمتطرفين بالضغط على المعتدلين في العالمين العربي والإسلامي”، معتبراً أن “الأشهر القليلة المقبلة حاسمة لحل الصراع”.
وأوضح بلير “علينا أن نقرر، فإما الاستفادة من اللحظة الحالية لتحقيق تقدّم، وإلا فهناك خطر من أن تأخذ المنطقة بأكملها منعطفاً خاطئاً”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)